Thursday, May 31, 2012

غريب 2

تحتَوِينِي آلافُ الأَميَال
وَمَلايينِ الْحُروْف ... وَبَيْنَهُمَا أَضْواء ثَكْلَى تَغْمُرُ الأُمْسِيَاتَ الَتِيْ تَوَدُ لَوْ تَكُوْن حَالِمَة
لَيْسَ لِلْصَيْفِ مَلاذٌٌ فِي حُضْنِي وَلا لِعَبيرِ أُنْثَى
فَكُلّ الْزّهُور الثَمْلَى أَصْبَحَتْ وَرَاءَ الْخَرِيْفِ تَغْتَابُ الَرَبِيْع
لَيْسَ لِلْنّوْمِ مَسَارِح مَرْسُومَة وَلا أَبَارِيْق قَهْوَة تَعْبَقُ بِنَشْوَةِ الَسَّهَرِ
فِي عَالَمِي لَيْسَ لِلْضَوْءِ نُوْر يَخْتَالُ قُرْبَ غُرْفَتِي لِيَنَام مَلاكٌ فِي سَرِيْرِي الْعَتِيْقْ
فَكُلّ الْوِسَادَاتِ أَصْبَحَتْ شَوْك وَكُلّ الأَسِرَّةِ أَمْسَتْ بَرَاكِيْنْ
لَيْسَ لِلْصَّمْتِ مَكَان فِيْ أُذُنِيْ
وَلا لِلْمَذَاقِ سِحْر
فَعُطُوْرُ الْنِّسَاءِ أَصْبَحَتْ سَكْرَى بِالْعُفُوْنَةِ وَالأَنِيْنْ

غريب 1


يعتريني الشك سيدتي، ويقلق راحتي ما أنا به ولا أدري ما سبب إطلاق كلماتي هذه من مكامنها في النفس المثقلة بجراح لا أستطيع كشف أغوارها ولا الوصول إلى مكامن قرارها...
لماذا أشعر بثقلٍ في عينيَّ، أهو النوم ما أُريده أم السكينة ما تبتغيه ولشد ما أرى بياضًا في أفقي لكنه يخلو من برد حبيب ... لأول مرة أرى البياض يحمل لي حرّ الوهج والحريق ... أظنها النهاية سيدتي قادمة تحمل في عبقها روائح أنثى لم أعد أجد نفسي بين عينيها ... لا ولم أعد أجد راحتي في قلبها، ذاك الذي حطمه حب امرأة ربما أو غيرتها لا أدري...
لنقل أنه الموت ما أراه، متربعاً أفق الأيام القادمة يعتليه ملائكة العذاب أم تراهم ملائكة الرحمة ؟؟؟؟ كيف أستطيع تبيان من هو آت، كيف يستطيع هذا القلب المعذب في أيامه أن يكشف عن الحقائق وأن يستجلي ما تراه العينان، لم أكن في يومٍ مكرهًا على البقاء حيًا كما هذه الأيام، فكل ما حولي اصبح أعداء ... لا يهم سوى نبش الماضي وشرب الدماء، سوى هضم الأقاوييل السمجة وتلفيق الحوادث والحروف والكلمات، سئمت ..... بكل ما تعنيه الكلمة من مشاعر دفينة تغص بها الحلوق نعم سئمت من بشر تطاول على معنى الحياة، سئمت من كل شيء وما رجوت إلآ الموت بداية لراحة تفتقدها النفس المعذبة في كل شيء ... وسؤال تترائ لي حروف كلماته معلقة أهدابه في الهواء أمامي أخلقنا لنحيا غرباء ؟
غريب في درب غريب أحيا، وبين الغرباء أتنفس معنى الشقاء  وظمئ السنين ...
لا ... هذا يكفي سيدتي ... فلن أزيد
لا معنى لزيادة الحروف إن لم تكتنز بها المشاعر والأحاسيس، لا .. لا معنى للحياة دون أملٍ ...