Thursday, September 13, 2012

الإعدامات بحق مجاهدي خلق تتوالى

جاء في الاخبار وفي بيانات اصدرتها منظمة العفو الدولية منذ فترة أن سلطات نظام الملالي قد أعلنت بأنه سينفّذ حكم الإعدام بحق السيد غلام رضا خسروي أحد انصار منظمة مجاهدي خلق يوم العاشر من شهر ايلول الجاري.

هو رجل من مواليد عام1965 يعمل تقنيّ لحّام من اهالي مدينة رفسنجان في محافظة كرمان الايرانية. و بعد قيام الثورة وعند ما كان شابّاً يافعاً التحق بأنصار مجاهدي خلق. وفي عام 1981، أي في العام السادس عشر من عمره القي القبض عليه بتهمة مناصرته لحركة مجاهدي خلق وقضى خمس سنوات من السجن في مدينة كازرون الواقعة في محافظه فارس.فخرج من السجن حيّاً وواصل مشواره في الحياة وأنهى دراسته الثانوية وتزوّج وله ولد في السادس عشر من العمر.

لماذا الاعدام؟
في عام 2007 شارك السيد خسروي في مساعدة مالية لقناة «الحرية» القناة التفزيونية المتعاطفة مع حركة المقاومة الايرانية. لهذا السبب حكموا عليه بالاعدام بتهمة المحاربة او «الحرابة» لمجرّد تبرعه المالي لصالح قناة تلفزيونية.في البداية تم إعتقاله بعد تقرير قدمته دائرة المخابرات في مدينة رفسنجان.

وبعد فترة حكمت عليه محكمة البدايات بثلاث سنوات، وفي مراجعة محكمة الاستئناف تمت زيادة ثلاث سنوات أخرى حيث حكمت المحكمة الثانية عليه بستّ سنوات.

لكنّ وزارة المخابرات كانت بالمرصاد فلم تشف السجون والزنزانات الفردية غليل أعداء مجاهدي خلق، فنقلته المخابرات من رفسنجان إلى طهران وإلي سجن ايفين سيئ الصيت، وأعلنت أن الجريمة التي ارتكبها غلام رضا تدخل في إطار الحرابة التي عقوبتها الاعدام.تمّت إحالة القضية مرة أخرى إلى محكمة في طهران و لأن المحكمة أعلنت أنه لايمكن النظر في هذه القضية للمرة الثالثة حيث أن القضية اصبحت قضية
مختومة، فأحالها النظام إلى محكمة التمييز. ومن هناك صدر حكم آخر بأن الجريمة التي ارتكبها السيد خسروي هو المحاربة فيجب محاكمته مرة أخرى. وهكذا احيلت القضية إلى محكمة أخرى حيث حكمت عليه بالاعدام. بعد ذلك رفعت القضية مرّة ثانية إلى المحكمة العليا حيث وأيدت هذه المحكمة في 21 ابريل من هذا العام حكم الاعدام بحقه. وبذلك أيدت أعلى السلطات القضائية حكم الاعدام بحق أحد أنصار مجاهدي خلق بسبب تبرعه المالي لصالح قناة تلفزيونية مستقلة.

من أين يأتي هذا العداء
في مايتعلق بالمعادلة الايرانية فإنّ نظام الملالي الحاكم في إيران ومنظمة مجاهدي خلق يعتبران طرفي نقيض. فالنظام الحاكم يكنّ عداءاً سافراً وعميقاً لكل من له أدنى صلة بمجاهدي خلق. كما أن الخميني أمر عام 1988 بإعدام جميع اعضاء وأنصار مجاهدي خلق في السجون الايرانية حيث ارتكب هذا النظام أكبر موجة إعدام سياسي يشهده التاريخ خلال العقود الاخيرة بعد الحرب العالمية الثانية، وشملت الاعدامات ثلاثين الف سجين سياسي. وفي أيام الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2009 استذكر زعماءالنظام الايراني فتوى الخميني هذه وأعلنوا عدة مرات بأن منظمة مجاهدي خلق وكل من ينتمي اليها سواء أكان نشطاً أم لا يعتبر من وجهة نظرهم «محاربين» يجب إعدامهم. هذا التوجه اصبح اليوم قانوناً في النظام حيث أن المادة 186 من قانون العقوبات الاسلامية في إيران الملالي تنصّ بأن جميع أعضاء وأنصار مجاهدي خلق محاربين يجب أن تنفّذ فيهم إحدى العقوبات الاربعة: القتل- الصلب- قطع الايدي والارجل من خلاف- النفي.
نعم الواقع السياسي يقول إن مجاهدي خلق يريدون إنهاء هذا النظام اللاإنساني الذي يحكم بالحديد والنار في داخل ايران ولايعمل خارج إيران سوى تأجيج نيران الحروب وإثارة القلاقل وتصدير الارهاب إلي مختلف الدول. وما يشهده العالم في سوريا هذه الايام من عمليات قتل تعذيب الابرياء وقصف المدن والقرى و... نموذج من ما فعله هذا النظام طوال أكثر من ثلاثة عقود. النظام الذي لايمكن أن وصفه بالمفردات السياسية الدارجة، ولذا نحن نعتقد أن الفاشية الدينية اونظام الدجالين اوالديكتاتورية الدينية او نظام الارهاب الحاكم في ايران باسم الدين وما شابه ذلك لايعبّر سوى عن بعد من أبعاد هذا النظام الذي يسمى نفسه زوراً  «الجمهورية الاسلامية» لكنه في الحقيقة يعتبر «الدّ الخصام» لجميع القيم الانسانية وخاصة الاسلامية منها.

فلاعجب إذا أعدم أحد منتسبي أو المتعاطفين مع مجاهدي خلق دون سبب بما أنه قد تم أعدام أكثر من مائة وعشرين الفاً منهم خلال هذه السنوات وحتى الآن.
السوآل هو ما ذا نستطيع أن نفعل حيال هذه الحالة؟ منظمة العفو الدولية أصدرت حتى الآن عدة بيايات دعت فيها جميع الاطرف لفرض الضغوط على النظام الايراني للكفّ عن إعدام هذا الشخص البرئ. كما أن رفاقه في السجن أيضاً تحدوا النظام وارسلوا نداءات من داخل السجن بشكل سري إلى الخارج دعوا فيها جميع محبي الانسانية بالتحرّك من أجل منع وقوع هذه الجريمة.امّه الطاعنة في السنّ أيضاً بعثت برسالة شرحت فيها سلوكيات السيد غلام رضا وقالت أنه كان دائمامساعداً للفقراء والمساكين وحنونا بالجميع و... بعد ذلك طلبت من جميع الهيآت المدافعة عن حقوق الانسان بالتدخل لمنع تنفيذ حكم الاعدام بحقه، وأكدت «ليس هناك أي ذنب لابني، لذا أناشد جميع الجهات المدافعة عن حقوق الانسان في العالم لتقوم بكل ما يمكن لها لانقاذ أبني. وأنا ابتهل إلى الله أن يوفق الجميع لمنع تنفيذ هذا الحكم الظالم...».ومن هناك أناشد جميع الاخوان المسؤولين في الدول العربية والاسلامية للتدخل وفرض ضغوط على هذا النظام اللاانساني بهدف منع اراقة دم مسلم لاذنب له سوى المحبّة والخير ومساعدة الآخرين.

رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية
التاريخ: 9/6/2012

Wednesday, September 5, 2012

الحلــــم العربــــي

الوحدة العربية حلم أم خيال؟

إنه الحلم الذي راود أجيالاً متعاقبة وحاول بعض الزعماء تحقيقه على أرض الواقع لكنهم فشلوا أو أفشل حلمهم ووئد الحلم العربي منذ ذاك الوقت ... ولم تشهد الشعوب العربية حدثاً موحداً له كيومِ وفاة الزعيم جمال عبد الناصر ... حيث نعتهُ الأمة العربية وشعوبها من محيطها إلى خليجها ...

والآن ونحن نتابع مسار الثورات العربية وهي تتنقل من بلد لآخر والتي تُعتبر المرحلة الاولى واللبنة التأسيسية لمشروح التوحيد الفعلي بعيداً عن مقررات الجامعة العربية والتي فرّقت أكثر مما جمعت ... زخم الثورات العربية أعاد للحلم القديم الجديد جذوته.
كثيرة هي مشاريع الوحدة السابقة الثنائية منها أو الثلاثية التي فشلت والتي في أغلبها جاءت مُسقطة وليست نتيجة مطلب قاعدي شعبوي ... ولهذا تعتبر عملية التغيير هي المرحلة الاولى والأهمّ في مشروع التوحيد ...
قد يتساءل الكثيرون كيف نستطيع إنجاح الوحدة بأنظمة مختلفة الطبيعة والهياكل والتنظيم وقد فشلت سابقاً وهي المتطابقة وإن إختلفت في الدرجة ؟

ربما الإجابة المنطقية والأقرب لهذا التساؤل هو ما يقع على الأرض حالياً، وأن هذه الثورات بما ستُحدثه من تغييرات في صلبِ طبيعة الحكم من شمولية وإستبدادية إلى حكمٍ شعبي أي مستمدّ فعلياً من الشعب بإعتباره تجاوز مرحلة الوصاية إلى مرحلة التقرير ...
هذا الشعب العربي الذي يجمعه إرثاً ثقافياً وتاريخاً نضالياً وكياناً جغرافياً واحداً بالاضافة إلى إرث إستبدادي متشابه مازالت المظلة التوحيدية هدفه ... وعليه ما تشهده بلدان الشمال الافريقي بمثلثها تونس، ليبيا ومصر قد تشكل بداية أو نواة لتحقيق الحلم العربي الذي قد يجد صداه في بلاد الشام والهلال الخصيب ليعانق تخوم اليمن ...
قد يعتبر الكثيرون أنّ هذا من قبيل الوهم أو الحلم الجميل مع الأخذ في الحسبان الحسابات الاقليمية والعالمية ... ولكن ألا يرى هؤلاء أن شقيّ ألمانيا قد إجتمعا بعدما تفرقا واتخذ كل شطرٍ منهما سبيل مخالف كلياً للآخر ... 

إن التغييرات التي ستنجز عن هذه الثورات بما فيها التغيرات الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية كما الثقافية هي من ستؤسس وتعيد وضع خارطة طريق التوحيد بإعتبار أن هذا لم يعد مطلباً إنتقائياً بل هو مطلب جماهيري، ولكن هل لحكومات منتخبة ديمقراطياً أن تقمع هذا الحلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لقد حاولت الأنظمة الشمولية وعبر الزخم الإعلامي ترسيخ ما يسمى " وطني أولاً " فمرة تطغى على واجهة الخطاب الإعلامي المصري " مصر أولاً" ليتلقفها الاردن وليعمّ صداها الإعلام الحكومي لبقية أقطار بني يعرب ... ولكن هل نجحت هذه السياسة في إستئصال الفكر والشعور التوحيدي للشعوب العربية ؟ وأبرز دليل على ذلك أنه في خضم الثورات كانت الأعلام الوطنية لبلدان الثورات ترافقها أعلام أقطار عربية أخرى ولا سيما منها العلم الفلسطيني .. وما أن تندلع ثورة بأحد الأقطار العربية حتى تجد صداها في البلدان التي سبقتها في إنتزاع حريتها من الاحتلال الداخلي .. وجمعة " النصر لشامنا ويمننا " التي إنتفض بها اليمنيون في عهد صالح هي دليل على ما اقول،  في إعتقادي أن هذا دليل على أن الشعور بوحدة المصير متأصل في نفوس الشعوب العربية ولم تستطع الأيام والسياسات أن تستأصلها من صدور الشعوب العربية رغم أبواقهم الإعلامية ....
وما تشهده تونس وليبيا ومصر واليمن من تحركات وتململ إنما هي ظاهرة صحية بإعتبار أن الولادة العسيرة تتطلب مجهوداً أكبر ...وحتى من يهابون ترصّد الدول الخارجية لهذا المشروع لإجهاضه فإنّ ذلك يظلّ عسيراً عليها بإعتبار تغير الظروف وسقوط سدنتها في الداخل وبإعتبار وضع اليد على المقدرّات ....

إنّ الحرية المسؤولة والتحرر من ربقة الإحتلال الداخلي والخارجي يجعلنا رقماً صعباً في المعادلات الاقليمية والدولية ...

فهل نحن سائرون بإتجاه تحقيق الحلم ...؟؟ لنرى

Sunday, September 2, 2012

إيران والديمقراطيات الناشئة في الشمال الأفريقي - تونس مثلاً

من يريد اجهاض الثورة التونسية؟

شهدت الساحة التونسية مؤخراً تحركاً غيرَ مُعتاد وغيرَ مسبوق أيضاً وربما يكون أمراً طارئاً على الواقع التونسي .

تونس قاطرة الثورات العربية، صاحبة الثورة الأنظف كما يُلقبها الإعلام الدولي، لقد فوجىء العالم الخارجي بهذا الحراك الذي طفح على الساحة السياسية عبر تشابك وتداخل أطراف خارجية مع أيادي داخلية تحاول إجهاض الثورة التونسية.

ومثلما شهد المراقبون الدوليون بنزاهة الإنتخابات التي جرت مؤخراً وشفافيتها وثمّنوا ولادة التجربة الديمقراطية الحديثة والاولى في العالم العربي، خاصة وقد حاولت هذه التجربة الوليدة شق طريقها بثباتٍ وخصوصية دون إنتحال او السماح بتدخل أطراف أجنبية.

لكن يبدو أن هذه الأخيرة لم يرق لها إشعاع هذه التجربة الوليدة فحاولت تحريك ما لديها من قوة مالية وروح عقائدية ومذهبية في إرباك الوضع التونسي ربما لتقتل بوادر ثورات عربية مستقبلية في مهدها.

للمجتمع التونسي ميزة هي التجانس فأكثر من 99 بالمئة من الشعب التونسي، هم من العرب المسلمين ويتبعون المذهب السني المالكي، لكن ما راعنا في الفترة الاخيرة هو ظهور حركات يرتدي بعضها الفكر الوهابي وبعضها الآخر الفكر الشيعي لدرجة أنه وقعت مواجهات مسلحة بين جماعات من أهل السنة وغيرهم من الشيعة في بعض المدن التونسية ولا سيّما الجنوبية منها. وهذا الانفلات الامني الكبير قد يضع تونس على حافة حرب أهلية مذهبية لا تلاءم ذاك التناغم والتجانس المعروف به النسيج الاجتماعي التونسي.

وفي تصريح لعبد الفتاح مورو لاحد الوكالات العالمية، وبين لغة التهديد واللين جاءت كلماته التي وجهها لأطرافٍ خارجية مهدداً إياها ومحذراً من المسّ بعقيدة التونسيين عبر التمويل المالي والغسيل الدماغي وأن هذا يفتح الباب بتحريك نفس الامر لدى البلدان الممولة لهذه الجماعات ... كما أن تصريح حكومي تونسي وجه إتهام لسفارة إيران مُتهماً إياها بالتحريض ومحاولة زعزعة الإستقرار الاجتماعي عبر الترويج للتشيع بإستقطاب أطراف معينة يُسهل تدجينها ...

إن هذا الحراك وإن كان من جهةٍ يعكسُ حيوية المجتمع التونسي الاّ أنه أيضاً يطرح أسئلة عدّة لعل أهمّها:
1- من المستفيد من أشعال حرب أهلية مذهبية في تونس ؟
2- مدى نفوذ أطراف أجنبية في الشأن التونسي الداخلي ؟
3- بماذا نفسرّ تراخي الحكومة التونسية والترويكا عامة، فهل هذا التراخي يدخل ضمن التهيىء للإنتخابات القادمة والحرص على الفوز قبل الدخول في مواجهات مع هذه المستجدات ؟
4- إلى أيّ مدى يُمكن للمجتمع التونسي الإنسياق خلف هذه التجاذبات ؟
5- وأخيراً ما الأسباب التي ساهمت في بروز هذه الظاهرة على الساحة التونسية، وهل هي طارئة، دخيلة أم أصيلة ؟؟؟

يبقى الوقت وقُدرة كل الأطراف على إستيعاب هذه الأحداث هو المحك الحقيقي لإختبار مدى فاعلية التجربة الديمقراطية التونسية الناشئة ....