Wednesday, July 22, 2015

مجازر فرنسا بالجزائر 8 مايو عام 1945

بقدر ما كان الثامن من مايو تعبيرا عن فرحة عمت المعمورة لانتصار الحلفاء على النازية، بقدر ما كان مأساة لكل جزائري عاش تلك الفترة ورأى ما رأى من صور القتل والوحشية الاستعمارية و التي تبقى راسخة في ذاكرته إلى الأبد.


شرع الجزائريون في التظاهر في الأول من مايو 1945 بمناسبة اليوم العالمي للعمال، إذ بادر حزب الشعب الجزائري بتنظيم مظاهرات عبر التراب الوطني، و كانت معظمها سلمية، فأعدّ العلم الجزائري وحضّر الشعارات مثل “تحرير مصالي- استقلال الجزائر” وغيرها، شارك فيها عشرات الآلاف من الجزائريين في مختلف أنحاء الوطن.
عملت السلطات الاستعمارية على استفزاز المتظاهرين، فأطلقت الشرطة النار عليهم وقتلت و جرحت عددا كبيرا منهم.
بالرغم من ذلك لم تتوقف المظاهرات ، ففي عنابة تظاهر حوالي 500 شخص يوم 3 مايو وكانت مظاهرة خاصة لأنها تزامنت مع سقوط مدينة برلين على أيدي الحلفاء، وفي قالمة يوم 4 مايو، وفي سطيف مرة أخرى يوم 7 مايو.
وهكذا كانت الأجواء مشحونة منذ الفاتح من شهر مايو، إذ كانت كل المعطيات والمؤشرات توحي بوقوع أحداث و اضطرابات حسب التقارير التي قدمت من طرف الحكام المدنيين في ناحية سطيف و قالمة. و بدأت خيوط مؤامرة جديدة تنسج في الخفاء، أدت إلى الثلاثاء الأسود يوم 8 مايو من عام 1945، وذلك لأمرين: الأمر الأول عزم الجزائريين على تذكير فرنسا بوعودها، والأمر الثاني خوف الإدارة الفرنسية و المستوطنين من تنامي أفكار التيار الاستقلالي .


في غمرة انتصار الحلفاء على النازية، خرج الشعب الجزائري في كامل التراب الوطني للتعبير عن فرحته بتنظيم مسيرات سلمية مرخصة من قبل السلطات الاستعمارية مطالبا فرنسا بتحقيق الوعود الزائفة و المتمثلة في إعطاء الحكم الذاتي للمستعمرات الفرنسية بعد الحرب. و أمام رغبة و إلحاح الشعب الجزائري في الانفصال عن فرنسا ظهرت النوايا الحقيقية للمحتل الغاصب إذ توج الوعد الزائف بخيبة أمل و مجازر رهيبة تفنن فيها المستعمر في التنكيل بالجزائريين و شن حملة إبادة راح ضحيتها ما يناهز 45 ألف شهيد.


ولا زالت إلى يومنا هذا الشواهد على همجية المحتل الذي مارس سياسة الاستعباد والإبادة جند فيها قواته البرية و البحرية و الجوية نذكر على سبيل المثال لا الحصر “جسر العواذر”، “مضائق خراطة”، “شعبة الاخرة”، “كاف البومبا”، “هيليوبوليس”، “الكرمات”، ” قنطرة بلخير”، “منطقة وادي المعيز”… إلخ.

ستبقى عمليات الإبادة منقوشة في السجل الأسود للاستعمار . إبادة لم يرحم فيها الشيخ المسن و لا الطفل الصغير ولا المرأة، فانتهكت الأعراض و نهبت الأرزاق و أشعلت الأفران خاصة في نواحي قالمة، فألتهمت النيران جثث المواطنين الأبرياء، و هذا بطلب من “أشياري” الذي جمع المستوطنين وطلب منهم الانتقام. و لم تكتف الإدارة الاستعمارية بنتائج تلك المجزرة الوحشية، فقامت بحلّ الحركات و الأحزاب السياسية الجزائرية و إعلان الأحكام العرفية في كافة البلاد و إلقاء القبض على آلاف المواطنين وإيداعهم السجون بحجة أنهم ينتمون لمنظمات محضورة، و أنهم خارجون عن القانون، فسجلت بذلك أرقاما متابينة من القتلى والجرحى و الأسرى، و ما أعقبها من المحاكمات التي أصدرت أحكاما بالإعدام و السجن المؤبد و النفي خارج الوطن، و الحرمان من الحقوق المدنية، أضف إلى ذلـك آلاف المصابين نفسيا و عقليا نتيجة عملية القمع و التعذيب و المطاردات و الملاحقات..

اختلفت التقارير عن عدد القتلى والجرحى نتيجة أحداث الثامن ماي، فوزير الداخلية الفرنسي ، ذكر في تقريره أن عدد الجزائريين الذين شاركوا في الحوادث قد بلغ 50 ألف شخص، ونتج عن ذلك مقتل 88 فرنسيا و 150 جريحا. أما من الجانب الجزائري فمن 1200 إلى 1500 قتيل ( ولم يذكر الجرحى). أما التقديرات الجزائرية حددت بين 45 ألف إلى 100 ألف قتيل أما الأجنبية فتختلف أيضا، وهي في الغالب من 50 ألف إلى 70 ألف شهيد، تضاف إلى حوالي 200 ألف بين قتيل و جريح و مختل عقليا من المجندين أثناء الحرب العالمية الثانية لإنقاذ فرنسا من سيطرة النازية.

أما جريدة ” البصائر” لسان حال جمعية العلماء المسلمين فقد قدرت عدد الشهداء بـ 85 ألف، وذكرت الكاتبة “فرانسيس ديساني” في كتابها ” La Paix Pour Dix Ans”: أن السفير الأمــريكي في القاهرة “بانكنـي توك” (Pinkney Tuck ) أخبر رئيس الجامعة العربية “عزام باشا” بأن هناك 45 ألف جزائري قتلهم الفرنسيون في مظاهرات 8 مايو 45، مما أغضب الجنرال ديغول من هذا التصريح باعتبارها قضية داخلية.
هذه المجازر جعلت الجزائريين يدركون بأن الاستعمار الفرنسي لا يفقه لغة الحوار و التفاوض، و ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة و عليه ينبغي التحضير للعمل العسكري.
وبحق كان الثامن من مايو المنعطف الحاسم في مسار الحركة الوطنية و بداية العدّ التنازلي لاندلاع الثورة المسلّحة التي اندلعت شرارتها في الفاتح من نوفمبر 1954.
 منقول من الإنترنت

رحم الله الشهداء و أسكنهم فسيح جناته
قال تعالى " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) " آل عمران

Tuesday, July 21, 2015

نزهة الإستكبار العالمي ... لكل فعل رد فعل يساويه

لكل فعل رد فعل يساويه

السيد رئيس وزراء صاحبة الجلالة يتنقّل في بريطانيا من منبر لآخر متسائلاً مستغرباً عن أسباب نشوء تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يُسمى (داعش) طالباً من الشعب البريطاني والمسلمين منهم خاصةً مساعدته في معرفة السبل التي من الممكن أن تمنع إلتحاق المواطنين البريطانيين بهذا التنظيم المتطرف الإرهابي الذي لم يعرف التاريخ من قبل شبيه له، أنا في الحقيقة شدّني موقفه هذا إلى التفكير بطريقة إستغبائه وإستغفاله الشعب البريطاني برمته وبراءة الأطفال تبدو على محياه ونسي السيد رئيس وزراء صاحبة الجلالة الموقر تاريخ حكوماتهم في تعاملها مع الشعوب العربية هم ونظرائهم في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وغيرهم من قوى الإستكبار العالمي.

ما سبب نشوء تنظيم الدولة الإسلامية المسمى بداعش؟
ألآ يذكر سعادته إشتراك الجيش البريطاني بالحملة على العراق واحتلاله لأراضيه وقتل وترويع شعبه وبنيه؟
ألآ يذكر سعادته وقائع ظهرت وفيديوهات لمئآت من حالات الإغتصاب التي إنتشرت والتي أتهم بها العديد من جنود صاحبة الجلالة وجنود الولايات المتحدة الأميركية؟
ألآ يذكر فخامته أنه وجيشه إحتل أرض بلد مُعترف به من هيئة الأمم المتحدة دون تصريح أو أذن من الأمم المتحدة مترافقاً بنزهة عسكرية مع جيش إسطورة الولايات المتحدة الأميركية الرئيس النبي بوش؟
غريب أن يتجاهل رئيس وزراء بريطانيا كل تاريخهم الأسود في العراق الحديث ولا أريد التحدث عن تاريخهم مع الشرق أو مع غيره فليس هذا موقعه.
لا أدري إن كان السيد رئيس وزراء بريطانيا قد درس العلوم في مدارس بريطانيا والتي لا شك أنها تُعلّم النشء قانون العالِم الفذّ نيوتن، نعم (إسحق نيوتن) ما غيره وهو قانون حركة يسمى (قانون نيوتن الثالث للحركة) الذي ينصّ على أن لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه، تعملان على نفس الخط وتؤثران على جسمين مختلفين، وأنا أعلم بأنه رجل ذكي يستغفل البريطانيين فهو سياسي محنك وشاب ألمعي والجميل بهذا أنه متأثر بموت 30 سائح بريطاني قُتلوا دونما ذنب في حادثة إرهابية بمدينة سوسة التونسية وأنا أيضاً تأثرت بها لكن تأثرت أكثر بموت مليون مواطن عراقي دونما ذنبٍ أوأكثر ومازال غيرهم يموت في العراق يومياً بسبب تدخّلهم (الإرهابي) هم والولايات المتحدة الأميركية في ما لا يعنيهم، هل يظن السيد رئيس الوزراء البريطاني أن تدخلّهم في العراق سيكون نزهة وصيد لفرائس حيوانات وأن مواطني الشعوب العربية والإسلامية مجرد أعداد أو نكرات (نعم هم نكرات بالنسبة لحكوماتهم) لكن هؤلاء القتلى والشهداء والأطفال والمُغتصبات لهم أهل وأولاد وإخوة وعشائر وقبائل وعزة نفس وكرامة ولهم دين وربّ، هم بشر وليسوا طرائد وليسوا حيوانات، لا يا سيد رئيس وزراء صاحبة الجلالة لا هم ليسوا حشرات بل بشرتمتد فروعهم وتجتمع أصولهم بكم في جدٍ من الأجداد فكلكم لآدم وآدم من تراب.


من هنا نعرف وأعلم بأنك تعرف ما هي أسباب نشوء هذا التنظيم الذي تُسميه إرهابي وتتناسى أنه ردّ على إرهابكم أيها المُوقر، والعلاج لا يكون إلآ بإعادة كل حق لحقه وعدم تدخل جيوشكم وأنفاسكم العفنة في ما لا يخصكم ولا يعني المواطن البريطاني وإلآ فليت أحد يهمس بأذنك ويُذكّرك بأنّ لكل فعل ردّ فعل يساويه، وربما يطغى عليه.