Thursday, September 17, 2015

أختاه أسرعي بالسّلاح تقدّمي

أختاه أسرعي بالسّلاح تقدّمي
فهديرُ ثورتنا يؤذّنُ في دمي

أختاه صبراً فالعزائم لن تني
صوتٌ يُنادي للجهاد بموطني

قسماً بحقك يا بلاد اليعرب
سنعيدُ أمجاد العروبه ونعزب

قَولي لكلّ العابثين بأرضنا
أَرضَ الرّباط ستُستعاد بعزمنا

قولي لغزَّة مهدنا وسماءنا
قَولي السَّواعد لن تبيع الموطنا

قسماً بأرضك يا بلاد الأنبياء
لن نألوا جهداً في قتال الأدعياء

شام العروبة مجدها عمّ السماء
وملائك الرّحمن تخفر بالدعاء

أرض الشّهادة والبطولة والفداء
أَرض الصّحابة من يلبّيها النّداء

لبيك شام فداك أمي وأبي
غزة تنادي جيشنا الحرّ الأبي

Sunday, September 6, 2015

ميكافيللي وعهر الساسة في لبنان

العهر في اللغة رديف للبغاء، لكنه في السياسة مصطلح يتبادله أهلها للتعبير عن تفوّق هذا السياسي أو ذاك على أقرانه وربما على نفسه بأحيانٍ كثيرة، والساسة في وطني لبنان يتربعون على عروش العهر ويتفوقون على أقرانهم في بلاد الله الواسعة غرباً وشرقاً منذ أمد بعيد، بل إنهم يُعلّمون ميكافيللي وأبالسته الدهاء والخِسّة فينزوي وأقرانه وينكفئ مُحرجاً مما يتعلمه منهم.
فمن يستمع في الإعلام المرئي ويقرأ في المكتوب منها عن تصريحات لنواب الشعب اللبناني وزعماء طوائفه في معرض حديثهم عن الحراك المدني والتظاهرات الشبابية المُطالبة بحلول مؤقتة أو جذرية لبعض المشاكل المعيشية يجد في كلماتهم التأييد التام لهذا الحراك بل وإصطفافهم معه وتقديم النُصح للمجتمع المدني وتحذيرهم من أن يتم إستغلال تحركهم البريئ هذا من قِبل بعض الأحزاب السياسية أو الطائفية، وكأن المجتمع المدني الذي ثار شبابه وشاباته للمطالبة بأقل حقوقهم في العيش الكريم سواءا بموضوع النفايات أو الكهرباء أو الغلاء أو غيرها من الأمور ومنها إنتخاب مجلس نواب مدّد لنفسه مرتين ورئيس للجمهورية، لم يثر على هذه الطُغمة المُجاهرة بتأييدها ونصحها لهؤلاء المُتظاهرين.
في الحقيقة يعجز اللسان والقلم عن وصف السياسي اللبناني فلا يوجد في لغتنا العربية ما يُمكن أن يعبّر عن الحالة التي تصفهم سوى العهر (أنا لم أجد بصراحة)، فهذا يُقدّم النصائح وذاك يحذرهم من المال السياسي وآخر يحثهم على الصمود وغيره يُطالبهم بعدم الرضوخ لأي تسويات لا تُحقق مطالبهم، كأني بهم ليسوا هم المقصودين أو السبب الذي من أجله انتفض هؤلاء الشباب والشابات للتظاهر وليسوا هم المُتسببين في هموم ومشاكل الشعب اللبناني وما وصل إليه المجتمع السياسي برمته من الفساد والإنحلال على كافة الصعد.
الشباب اللبناني ليس لديه ما يخسره، فقد انتفض مُتظاهراً في ساحة الحرية، التي تجمع بين أفئدة الوطن من شماله لجنوبه ومن بقاعه وهرمله إلى متنه وجباله، انصهرت قلوب أبناء الوطن في حركة مدنية سلمية للمُطالبة بأقل وأبسط حقوق البشر، الحق بالعيش الكريم، الفساد لا ملة له ولا دين فكل الساسة تلوثت اياديهم به بشكل أو بآخر ولا عصمة اليوم إلآ لنبي، وكل زعيم منهم يترأس مافيا، الشعب اللبناني يؤمن بالديمقراطية والتغيير السلمي ويعتمد الصناديق الإنتخابية ويتخذها دربا لتحقيق ما يريده من دولة المؤسسات والعدالة الإجتماعية المختطفة، فالنظام اللبناني الطائفي تغوّل لدرجة لم يعد الكثير من الشعب اللبناني يستطيع تحمل فساده واستهتاره بكرامة وقيم المواطن واحتياجاته المعيشية البسيطة، هذا المواطن الذي استطاع خارج حدود الوطن تقديم إنجازات عجزت حكوماته المتعاقبة على تنفيذها على أرضه وترابه بسبب الفساد المستشري في أوردة الدولة المختلفة.
لا أرى في الأفق حلاً إلآ في بقاء المجتمع المدني مطالباً بحقوقه والوصول إلى العصيان المدني حتى تحقيق كافة مطالب الشعب ... كلها.

ماما أوروبا .. ماما ميركل

يقولون أنّ عصر المعجزات قد انتهى وانتفت الحاجة إليه بإنتهاء زمن الأنبياء، لكن للحق وللتاريخ أسجّل بأن المعجزات مازالت تعشش بيننا كالجهل والتخلف الذي مازالت تعاني منه بعض شعوبنا العربية، فها هي معجزة جديدة تطلّ علينا عبر شاشات التلفزة المختلفة ومن خلال صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، وهي الصدر الأوروبي الحنون وقلب الغرب الرؤوم.
تلك القارة التي أصبحت فجأة تُنادى بـ "ماما أوروبا أو ماما ميركل" من قبل شعوب منطقتنا العربية، والسبب في هذا إصدار مجلسها في إجتماعه الأخير في بروكسل رزمة قرارات تحثّ دول أوروبا على تسهيل إستقبال الهاربين من آتون الحرب السورية، ومنحهم حق اللجوء الإنساني وتوزيعهم بنسب متفاوته بين دولة وأخرى، كما تعطيل العمل بإتفاقية دبلن التي تنص على تقديم طلب اللجوء بأول بلد أوروبي يحطّ به اللآجئ رحاله، ويسمح تعطيلها بمرور هؤلاء اللآجئين بحراً عبر اليونان والمجر وغيرها وحتى وصولهم للبلد المنشود تقديم اللجوء إليه، بالطبع جاء التهليل والتمجيد عربياً وغربياً من قبل الكثير، وكل المهللين أعتبروه نصراً لرأيهم القائل بأن الغرب هو مقياس للرقي الأخلاقي والإنساني، وتناسى هؤلاء أو تغاضوا في غمرة التصريحات المُهللة أن هذه الدول والحكومات كانت السبب في إدامة عمر الأزمة السورية لسبب أو لآخر وبأنهم أغمضوا ومازالوا أعينهم عما حصل ويحصل لهذا الشعب من قتل ممنهج منذ أربعة سنوات ونصف.
أين كانت هذه الدول عندما كان الشعب السوري ومازال يُقصف بالبراميل المُتفجرة؟
أين كانوا عندما كانت ومازالت الصواريخ تُمطر فوق رؤوس الشعب في المناطق والمُدن التي أُعتبرت محررة من النظام ؟
أين كانوا عندما ارتكب النظام السوري مجازره الطائفية في قرى بانياس ودرعا وحلب وحمص والقصير ويبرود وغيرها والتي تسببت بقتل مئآت الأطفال والنساء وتهجير مئآت الألوف من تلك المناطق؟
أين كانوا هؤلاء من المجازر الكيماوية التي أثبتتها تقارير الأمم المتحدة وممثليها في الغوطة والتي كان ضحيتها المئات من سكان المنطقة بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب وفي غيرها من المناطق. ولماذا تغاضوا عنها؟
ألم يرى ساسة أوروبا وشعبها أشلاء الأطفال المُتناثرة وبطون الحوامل المبقورة خلال هذه السنوات الماضية؟ ألم يرى هؤلاء الساسة ألوف الأطفال وأمهاتهم وقد أحرقوا أحياء؟
هل نسى هؤلاء موت ما يُقارب من 500 ألف سوري واختفاء 250 ألف سوري وتهجير أكثر من أربع ملايين سوري لدول الجوار؟
لماذا أغمض الغرب عينيه عن مآسي الشعب السوري؟
لماذا لم تتدخل الأمم المتحدة لحماية هذا الشعب، خدمة لمن؟ أليست الأمم المتحدة مسؤولة قانونياً عن وقف الصراعات في المناطق المختلفة وحماية شعوبها؟ لماذا رفضت أميركا إقامة مناطق آمنة ما السبب وخدمة لمن؟
ما الذي دعى ساسة من الكيان الصهيوني للحث على إحتضان اللاجئين السوريين في فلسطين المحتلة؟ أليس أهل فلسطين من اللاجئين أحق بهذا الإحتضان؟؟؟
ما الذي أيقظ الغرب الآن وجعلهم مهتمين بهذا الشعب المكلوم؟ ما السبب؟
هل فعلاً صورة الطفل الشهيد "آيلان" الذي غرق مع أخيه "غالب" وأمه على شاطئ بودروم في تركيا أيقظت مشاعر الأمومة لدى ميركل وغيرها من رؤساء الدول الغربية، أم أن هناك أمر آخر؟ 

لما لا تساهمون بإزالة الأسد ونظامه بدل حمايته ؟ أليس هذا أوفر لكم أم ما الأمر؟
إن صور القتلى والشهداء من الأطفال السوريين وأهل بورما من المسلمين تملأ الجرائد والمواقع الإلكترونية المختلفة ومنها ما تقشعر له الأبدان ويدمي له الفؤاد لقسوة ما به والعديد منها لأطفالٍ فقدوا رؤوسهم وأنصاف أجسادهم ولم تحرّك أي من تلك الصور ضمير العالم الغربي أو مشاعره لمدة خمس سنوات. ما القصة إذن؟