Wednesday, January 25, 2012

الروليت اللبناني

الروليت اللبناني
الروليت لعبة قمار تقام في الكازينوهات العالمية ومنها كازينو لبنان بالتأكيد، هي لعبة من الممكن أن ترفع رصيد الشخص اللآعب ذو الحظ الممتاز لأصحاب الملايين ومن الممكن أيضاً أن تجعله اسفل سافليين في مستشفى العصفورية (المجانين... يعني متل إللي بيروح عليها حبيبنا عون)، هي عبارة عن دائرة بها أرقام عديدة وبها لونين الأحمر والأسود يستطيع المرء إما وضع ما لديه من فيش على رقم معين ليفوز بعشرة أضعاف ما وضع وإما أن يضعها على إحدى الألوان فيفوز بضعف ما وضع، وليس هذا هو المهم بالتأكيد من مقالنا هذا لكنها تقدمة لا بد منها للدخول فيما أريد سرده من أمور حصلت معي اليوم، بالتأكيد أنا إنسان لم يسبق لي أن رأيت لعبة القمار هذه أو غيرها إلآ ربما في الأفلام الأجنبية، لكن اليوم وأنا في طريقي متجهاً إلى منطقة في الكورة وهي منطقة جبلية في شمال لبنان تعلو مدينة طرابلس وتشتهر بالزيتون وزيتهِ وغيره من أصناف الفواكه المختلفة، إستوقفني حاجز للجيشِ اللبناني في تفتيشٍ روتيني لم يطلب مني أي شيء سوى أنه نظر إلى وجهي وابتسم قائلاً الله معك ... آهـ تذكرت يومها إخوتنا في سوريا وما يجدونه على حواجز الجيش الأسدي والشبيحة، لذا إنطلقت في طريقي متوجهاً إلى منزل صديقي جورج الذي يعمل في إحدى الجامعات اللبنانية المرموقة كأستاذ لمادة هندسة الكمبيوتر، إستوقفتني رؤيتي لشبهِ تظاهرة قرب ساحة القرية حيث يقطن صديقي فيما أحببت أن أملئ خزان الوقود لسيارتي الأميركية الصنع لذا توجهت بها إلى محطة الوقود لركنها هناك وللقيام بفحص زيت المحرك وغيرها من الخدمات المجانية التي تقدمها المحطة لقاء تعبئة خزان الوقود، وبالطبع تركت مفاتيح سيارتي في المحطة وتوجهت سيراً على الأقدام مقترباً من مكان الجلبة التي بدت لي كتجمع أمام محل في وسط الساحة، إقتربت من المجموعة قليلاً وإذ بي أشاهد صديقي جورج برفقة أخيه الأكبر حنا الذي يعمل تاجر للإطارات في مدينة طرابلس، ألقيت تحيتي عليهما وسألتهما عما يحصل في الساحة وإذ بأخيه حنا يقول لي، هناك محل للرهانات وهو يشير بيده صوب المكان الذي يتجمع حول بابه أعداد غفيرة من الشباب والرجال، فقلت إذن ما المهم في هذا الأمر ولما التدافع هكذا وكأنها مباراة لكأس العالم ولا أعتقد أننا سنحظى بها قبل سنتين ربما من الآن، قال نعم ولكن هناك أمر أهم الآن فسألته عنه فقال سقوط بشار الأسد ونظامه، إستغربت الأمر وأعدت عليه السؤال مستفهماً، أتقصد أنهم يراهنون على سقوط بشار الأسد ورفاقه قال نعم، قلت له كيف، قال هل تعرف لعبة الروليت؟ فقلت له لا ... فهمهم قليلاً ونظر إليَّ متبسماً وقال على العموم ما يقومون به هو وضع الرهان على الأشهر أي من شهر مارس 2012 والأشهر التي تليه وحتى نهاية السنة أي شهر ديسمبر 2012 وهناك رهان أصغر وهو إما أن يسقط النظام السوري وإما أن لا يسقط وبالتالي الربح يكون أقل فمن يقول شهر مارس مثلاً ويضع 100 دولار يفوز بـ عشرين ضعفاً فيما لو سقط النظام في شهر مارس فيما يكون الربح 18 ضعفاً لشهر إبريل و16 ضعفاً لشهر مايو وهلم جراً حتى شهر ديسمبر فيربح ضعفي المبلغ الذي وضعه، فسألته ضاحكاً وبما أنك من الحزب السوري القومي فعلى ماذا راهنت، فضحك حنا طويلاً وقال شهر مارس حبيبي شهر مارس... ما بدها سؤال.

No comments:

Post a Comment