Sunday, November 22, 2015

الظلال


هنا الظّلال حائرة
تلْك الزّهور باهته
كذا الطيور مهاجرة
كلٌ فدا عيناكِ

كمْ شاعراً غنّاكِ
واللَّحن يلثم فاكِ
الشّوق فيض مواجعي
والعشق نبت رباكِ
أنا قد أجنّ بليلةٍ
إن راب قلبكِ شاكِ
ولقد مررت بطيفكِ
مرّ القطا لجفاكِ
غضبان ينكأ جرحه
نكأً الزمان الحاكي
فرّ العداة وعادني
شيطان عاب ملاك
يوم ارتضيتِ مذمّتي
شمّات رام هلاكي
أنا من يحنّ لعدوةٍ
صحراء كيما أراكِ
روّضتُ قلبي ساعةَ
رصد الرّقيب هماكِ
هلّا قسمتِ لعاشقٍ
أو ردّي جند هواكِ

Saturday, November 21, 2015

أنندثِرُ


أسُجِنّا بين ذاكرةٍ وأخرى ؟،
كما الآمال قصّتنا،
ضبابٌ يربو في فجرٍ ويحتضر،
كحور البحر غربتنا،
كنور ذاب في عتمٍ متاهتنا،
كزوبعةٍ أمانينا،
برمل البيدِ غزلناها بأيدينا،
نحن لا غيب يُخبّئنا،
لا غيم يُمطرنا،
لا صفصاف يدفينا،
نحن يا مجد من الأنّات أذْنبنا،
تمسّكنا بأسفارٍ،
تعلّقنا بماضينا،
وألقينا مراسينا،
وجبنا الكون يا مجد،
غمرناه من التقوى،
فصولاً من مآسينا،
أليس القيد منسوجاً بأيدينا ؟،
نحن لا بيت من الأشعار يأوينا،
لا كرمًا نعتّقه ولا نخلاً ولا تينا،
فلا أنجيل في قبرٍ سيؤنسنا،
ولا نايٍّ إذا ما حنَّ يَبكينا،

Sunday, November 15, 2015

هل من مؤامرة

التوقيت : الجمعة مساءا، قبل يوم من قمة فيينا ويومين من قمة العشرين 
المكان : باريس العاصمة الفرنسية الدولة الأوروبية الداعمة لتركيا في إقامة الحزام الأمني
الحدث : انفجارات، ترويع وقتل العديد من المدنيين في اماكن مختلفة في المنطقة العاشرة والحادية عشرة
الهدف : (الرد على التدخل الفرنسي وهو الأخف بين التحالف لضرب تنظيم الدولة)
الضحية : (مدنيين، جنسيات مختلفة أكثرهم فرنسين)
المهاجم المفترض : (داعش (تنظيم الدولة الاسلامية)) 8 أفراد تابعين للتنظيم.
المستفيد الأول : النظام السوري، تنظيم الدولة الإسلامية لا يستفيد من هذه العملية حتى وإن تبناها، العملية محكمة ويلزمها تخطيط على مستوى عال جدا من الحرفية والدقة رائحة مخابرات قوية وعميقة، في نفس اليوم أعلن عن قتل الجهادي جون كما أعلن عن قتل أمير تنظيم الدولة في ليبيا وهو عمل إستخباري بإمتياز ومن توصل لمعلومات وجود هؤلاء القادة بالتأكيد كان قادرا على التوصل لمعلومات عن وجود تحرك لعمليات جهادية وارهابية وخلافه سواءا في الضاحية أو في باريس وغيرها، المستفيد اﻷكبر واﻷوحد هو النظام السوري والدليل، ما صدر من مسودات عمل في فيينا وأن البيان الختامي سينص على محاربة الارهاب المتمثل بداعش وجبهة النصرة وكافة الفصائل الاسلامية التي سيتفق الطرفان الروسي والاميركي على وصمها باﻹرهاب، وعدم مناقشة وضع الرئيس السوري بشار اﻷسد واﻹتفاق على عملية سياسية تستغرق 18 شهرا ... الخ من المهاترات التي لم تنظر لوضع الشعب السوري في محنته. 
اﻹعتقاد .... أن من قام بهذه العملية اﻹرهابية في باريس وبهذا التوقيت تحديدا قام به خدمة للنظام السوري بلا اي شك كائنا من كان.

Thursday, September 17, 2015

أختاه أسرعي بالسّلاح تقدّمي

أختاه أسرعي بالسّلاح تقدّمي
فهديرُ ثورتنا يؤذّنُ في دمي

أختاه صبراً فالعزائم لن تني
صوتٌ يُنادي للجهاد بموطني

قسماً بحقك يا بلاد اليعرب
سنعيدُ أمجاد العروبه ونعزب

قَولي لكلّ العابثين بأرضنا
أَرضَ الرّباط ستُستعاد بعزمنا

قولي لغزَّة مهدنا وسماءنا
قَولي السَّواعد لن تبيع الموطنا

قسماً بأرضك يا بلاد الأنبياء
لن نألوا جهداً في قتال الأدعياء

شام العروبة مجدها عمّ السماء
وملائك الرّحمن تخفر بالدعاء

أرض الشّهادة والبطولة والفداء
أَرض الصّحابة من يلبّيها النّداء

لبيك شام فداك أمي وأبي
غزة تنادي جيشنا الحرّ الأبي

Sunday, September 6, 2015

ميكافيللي وعهر الساسة في لبنان

العهر في اللغة رديف للبغاء، لكنه في السياسة مصطلح يتبادله أهلها للتعبير عن تفوّق هذا السياسي أو ذاك على أقرانه وربما على نفسه بأحيانٍ كثيرة، والساسة في وطني لبنان يتربعون على عروش العهر ويتفوقون على أقرانهم في بلاد الله الواسعة غرباً وشرقاً منذ أمد بعيد، بل إنهم يُعلّمون ميكافيللي وأبالسته الدهاء والخِسّة فينزوي وأقرانه وينكفئ مُحرجاً مما يتعلمه منهم.
فمن يستمع في الإعلام المرئي ويقرأ في المكتوب منها عن تصريحات لنواب الشعب اللبناني وزعماء طوائفه في معرض حديثهم عن الحراك المدني والتظاهرات الشبابية المُطالبة بحلول مؤقتة أو جذرية لبعض المشاكل المعيشية يجد في كلماتهم التأييد التام لهذا الحراك بل وإصطفافهم معه وتقديم النُصح للمجتمع المدني وتحذيرهم من أن يتم إستغلال تحركهم البريئ هذا من قِبل بعض الأحزاب السياسية أو الطائفية، وكأن المجتمع المدني الذي ثار شبابه وشاباته للمطالبة بأقل حقوقهم في العيش الكريم سواءا بموضوع النفايات أو الكهرباء أو الغلاء أو غيرها من الأمور ومنها إنتخاب مجلس نواب مدّد لنفسه مرتين ورئيس للجمهورية، لم يثر على هذه الطُغمة المُجاهرة بتأييدها ونصحها لهؤلاء المُتظاهرين.
في الحقيقة يعجز اللسان والقلم عن وصف السياسي اللبناني فلا يوجد في لغتنا العربية ما يُمكن أن يعبّر عن الحالة التي تصفهم سوى العهر (أنا لم أجد بصراحة)، فهذا يُقدّم النصائح وذاك يحذرهم من المال السياسي وآخر يحثهم على الصمود وغيره يُطالبهم بعدم الرضوخ لأي تسويات لا تُحقق مطالبهم، كأني بهم ليسوا هم المقصودين أو السبب الذي من أجله انتفض هؤلاء الشباب والشابات للتظاهر وليسوا هم المُتسببين في هموم ومشاكل الشعب اللبناني وما وصل إليه المجتمع السياسي برمته من الفساد والإنحلال على كافة الصعد.
الشباب اللبناني ليس لديه ما يخسره، فقد انتفض مُتظاهراً في ساحة الحرية، التي تجمع بين أفئدة الوطن من شماله لجنوبه ومن بقاعه وهرمله إلى متنه وجباله، انصهرت قلوب أبناء الوطن في حركة مدنية سلمية للمُطالبة بأقل وأبسط حقوق البشر، الحق بالعيش الكريم، الفساد لا ملة له ولا دين فكل الساسة تلوثت اياديهم به بشكل أو بآخر ولا عصمة اليوم إلآ لنبي، وكل زعيم منهم يترأس مافيا، الشعب اللبناني يؤمن بالديمقراطية والتغيير السلمي ويعتمد الصناديق الإنتخابية ويتخذها دربا لتحقيق ما يريده من دولة المؤسسات والعدالة الإجتماعية المختطفة، فالنظام اللبناني الطائفي تغوّل لدرجة لم يعد الكثير من الشعب اللبناني يستطيع تحمل فساده واستهتاره بكرامة وقيم المواطن واحتياجاته المعيشية البسيطة، هذا المواطن الذي استطاع خارج حدود الوطن تقديم إنجازات عجزت حكوماته المتعاقبة على تنفيذها على أرضه وترابه بسبب الفساد المستشري في أوردة الدولة المختلفة.
لا أرى في الأفق حلاً إلآ في بقاء المجتمع المدني مطالباً بحقوقه والوصول إلى العصيان المدني حتى تحقيق كافة مطالب الشعب ... كلها.

ماما أوروبا .. ماما ميركل

يقولون أنّ عصر المعجزات قد انتهى وانتفت الحاجة إليه بإنتهاء زمن الأنبياء، لكن للحق وللتاريخ أسجّل بأن المعجزات مازالت تعشش بيننا كالجهل والتخلف الذي مازالت تعاني منه بعض شعوبنا العربية، فها هي معجزة جديدة تطلّ علينا عبر شاشات التلفزة المختلفة ومن خلال صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، وهي الصدر الأوروبي الحنون وقلب الغرب الرؤوم.
تلك القارة التي أصبحت فجأة تُنادى بـ "ماما أوروبا أو ماما ميركل" من قبل شعوب منطقتنا العربية، والسبب في هذا إصدار مجلسها في إجتماعه الأخير في بروكسل رزمة قرارات تحثّ دول أوروبا على تسهيل إستقبال الهاربين من آتون الحرب السورية، ومنحهم حق اللجوء الإنساني وتوزيعهم بنسب متفاوته بين دولة وأخرى، كما تعطيل العمل بإتفاقية دبلن التي تنص على تقديم طلب اللجوء بأول بلد أوروبي يحطّ به اللآجئ رحاله، ويسمح تعطيلها بمرور هؤلاء اللآجئين بحراً عبر اليونان والمجر وغيرها وحتى وصولهم للبلد المنشود تقديم اللجوء إليه، بالطبع جاء التهليل والتمجيد عربياً وغربياً من قبل الكثير، وكل المهللين أعتبروه نصراً لرأيهم القائل بأن الغرب هو مقياس للرقي الأخلاقي والإنساني، وتناسى هؤلاء أو تغاضوا في غمرة التصريحات المُهللة أن هذه الدول والحكومات كانت السبب في إدامة عمر الأزمة السورية لسبب أو لآخر وبأنهم أغمضوا ومازالوا أعينهم عما حصل ويحصل لهذا الشعب من قتل ممنهج منذ أربعة سنوات ونصف.
أين كانت هذه الدول عندما كان الشعب السوري ومازال يُقصف بالبراميل المُتفجرة؟
أين كانوا عندما كانت ومازالت الصواريخ تُمطر فوق رؤوس الشعب في المناطق والمُدن التي أُعتبرت محررة من النظام ؟
أين كانوا عندما ارتكب النظام السوري مجازره الطائفية في قرى بانياس ودرعا وحلب وحمص والقصير ويبرود وغيرها والتي تسببت بقتل مئآت الأطفال والنساء وتهجير مئآت الألوف من تلك المناطق؟
أين كانوا هؤلاء من المجازر الكيماوية التي أثبتتها تقارير الأمم المتحدة وممثليها في الغوطة والتي كان ضحيتها المئات من سكان المنطقة بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب وفي غيرها من المناطق. ولماذا تغاضوا عنها؟
ألم يرى ساسة أوروبا وشعبها أشلاء الأطفال المُتناثرة وبطون الحوامل المبقورة خلال هذه السنوات الماضية؟ ألم يرى هؤلاء الساسة ألوف الأطفال وأمهاتهم وقد أحرقوا أحياء؟
هل نسى هؤلاء موت ما يُقارب من 500 ألف سوري واختفاء 250 ألف سوري وتهجير أكثر من أربع ملايين سوري لدول الجوار؟
لماذا أغمض الغرب عينيه عن مآسي الشعب السوري؟
لماذا لم تتدخل الأمم المتحدة لحماية هذا الشعب، خدمة لمن؟ أليست الأمم المتحدة مسؤولة قانونياً عن وقف الصراعات في المناطق المختلفة وحماية شعوبها؟ لماذا رفضت أميركا إقامة مناطق آمنة ما السبب وخدمة لمن؟
ما الذي دعى ساسة من الكيان الصهيوني للحث على إحتضان اللاجئين السوريين في فلسطين المحتلة؟ أليس أهل فلسطين من اللاجئين أحق بهذا الإحتضان؟؟؟
ما الذي أيقظ الغرب الآن وجعلهم مهتمين بهذا الشعب المكلوم؟ ما السبب؟
هل فعلاً صورة الطفل الشهيد "آيلان" الذي غرق مع أخيه "غالب" وأمه على شاطئ بودروم في تركيا أيقظت مشاعر الأمومة لدى ميركل وغيرها من رؤساء الدول الغربية، أم أن هناك أمر آخر؟ 

لما لا تساهمون بإزالة الأسد ونظامه بدل حمايته ؟ أليس هذا أوفر لكم أم ما الأمر؟
إن صور القتلى والشهداء من الأطفال السوريين وأهل بورما من المسلمين تملأ الجرائد والمواقع الإلكترونية المختلفة ومنها ما تقشعر له الأبدان ويدمي له الفؤاد لقسوة ما به والعديد منها لأطفالٍ فقدوا رؤوسهم وأنصاف أجسادهم ولم تحرّك أي من تلك الصور ضمير العالم الغربي أو مشاعره لمدة خمس سنوات. ما القصة إذن؟

Thursday, August 27, 2015

أخ يا بلد ... الدولة الفاشلة

أسخرية ضحكتُ أم ألماً لا أدري، لكن دمعي الذي تصخّر في المآقي واحتضار لعنة كتمتها في العروق لم يكونا إلآ نذير بركان من الغضب والحزن وقد تحول لأمراضٍ عششت في أجسادنا ونخرت عظامنا عبر سنين عجاف طوال.
مهزلة أن أرى رئيس الوزراء يخاطب ما تبقى من الشعب اللبناني قائلاً بنبرة لا تخلو من اليأس: (يجب على مجلس الوزراء إتخاذ قرارات مهمة بشأن ما وصل إليه حال البلد وخاصة قضية النفايات وإلآ سيُعتبر لبنان من الدول الفاشلة)، وهل من المعقول أن يُعتبر لبنان من الدول الفاشلة وهو لا يستطيع حلّ مشكلة النفايات على أنواعها؟ العضوية والسياسية والإقتصادية فالإجتماعية والسياحة الجنسية وليس أخيراً النفايات الطائفية التي يعج بها بلد الأرز.

يا سيدي لبنان بلد مُرتهن بأكمله إلى الخارج، دلني على سياسي لبناني ليس عميلاً للغرب أو تابعاً لدول الخليج أو خادماً لدول إقليمية، بلد لا يستطيع نوابه المُنتخبين من قبل الشعب إنتخاب رئيس جمهورية دون تدخل من الدول الإقليمية والغربية، وتقول لي دولة فاشلة إن لم تُحلّ مشكلة النفايات!.
حقيقة لا أعلم ما هو عمل الحكومة اللبنانية تحديداً غير إصدار جوازات السفر وتحصيل الغرامات وجني الضرائب وتقاسم المشاريع فيما بينهم وزيادة رواتب نواب الأمة ووزرائها والمناكفات السياسية والطائفية بينهم على حساب ودم الشعب اللبناني وصحته، فمنذ 2008 وحتى يومنا الحالي لم تُقدم الحكومات التي تعاقبت على الحكم (على أنواعها) أية حلول بشأن المشاكل العالقة منذ .. الأزل، فمازال الدين العام يتفاقم كما عجز الموازنة، ولا ننسى أم المشاكل الكهرباء، إرتفاع الأسعار الجنوني، انعدام فرص العمل، تلوث مياه الشفة واضطرار المواطن لشراء ماء للشرب، الطبابة وهمومها، تزوير الأدوية، ضمان الشيخوخة، التلوث على أنواعه بحراً براً جواً، الطرق والبنية التحتية، انعدام مشاريع التنمية في المناطق الفقيرة (مشاكل طائفية)، مشاكل التعليم، فساد السجون، غلاء السكن، الفساد الحكومي والسياسي  الخ... (سامحيني أيتها المشاكل التي لم أذكرك) مشاكل لا تُعد ولا تحصى تدفع بالشباب اللبناني من الجنسين للهجرة والهروب من لبنان  للعمل في بلاد الله الواسعة.
ليست مشكلتنا يا سيدي هي النفايات لكنها القشة التي قصمت ظهر البعير ليس إلآ، المشكلة أنك تقرّ بأنك لا تستطيع فعل أي شيء وبأنه لديك خيار الإستقالة الذي تُهدد به منذ فترة ولا أظنك قادراً على تنفيذ هكذا قرار والسبب كما يعرف الجميع أن الإستقالة في لبنان كما التعيين تأتي أوامرها من الخارج وليس من رجالاته.
نعم يجب حلّ مشكلة النفايات، تلك (النفايات) التي رزخت على صدور الشعب أسابيع طوال امتلأت بها الحواري والأزقه، جبال من النفايات كانت ومازالت سبب لانتشار الحشرات والقوارض، تلك النفايات التي اختلف على مضغ إيرادها أهل السياسة في لبنان كلٌ يُريد نصيب من كعكتها التي تبلغ قُرابة المليار ونصف من العملة الخضراء، لكن لو فكّرنا في الأمر قليلاً لعرفنا أن مشكلتنا الحقيقية ليست النفايات المنتشرة والحشرات التي تفاقم وجودها بسبب العفونة والروائح المُضرة والأمراض الناتجة عنها، فمنذ تكوينه تأسس لبنان على نظام طائفي واجتمع تحت سقفه 18 طائفة مختلفة كل طائفة منها تريد حصة من جبنته، فهذه الطائفة لرئاسة الجمهورية وتلك لرئاسة النواب وغيرها لرئاسة الوزراء وهلم جراً، لذا فقد أصبح الساسة ممثلين لطوائفه ومهيمنين على مقدرات الوطن، دخلت المُحاصصة إلى كل الوزارات وجميع الوظائف العليا والدنيا وانتشرت الواسطة والمحسوبية في أرجاء الجمهورية لتُكوّن زعامات محلية وبيوتات سياسية تربّعت على عروشه منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا، إنتشر الفساد بسبب عدم وجود مُراقبة ولا مُحاسبة، من يجرؤ على محاسبة زعيم طائفة؟
لبنان بلد فاشل بإمتياز منذ بدء التكوين شئنا أم أبينا طالما أن الطائفية وهذه الزعامات موجودة، أم أن لك رأي آخر يا سيدي؟

Thursday, August 6, 2015

ءألبيضة جاءت أولاً أم الدجاجة

من جاء أولاً البيضة أم الدجاجة؟
جميل هذا الحس المرهف الإنساني لرئيس الولايات المتحدة الأميركية السيد أوباما الذي ألهب القلوب بدعوته للمحبة والوئآم ونثره بذور السلام في العالم أجمع من خلال إتصالاته الهاتفية الداعية لرأب الصدع بين الفرقاء حول العالم أجمع وجولاته المكوكية المختلفة وقراراته "البيضاوية" التي إتسم عصره بها بمسمى "الأنامل الوردية الناعمة"، لقد رفض الرئيس أوباما فكرة التخلي عن موقعه في البيت الأبيض قبل أن يوسم عصره الميمون بإنجاز جريء لم يسبقه إليه أحد من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية فقد  إصدر رزمة قرارات "بيضاوية" آخرها منح المثليّ الجنسيّ حق الإرتباط والزواج، لقد تنفس مثليّو العالم الصعداء وهم يرون بيضة أحلامهم تفقس ونتائج كفاحهم الطويل يُثمر ويينع، لقد تم الإعتراف بهم وبحقهم في الإختلاف وفي إختيار ما يناسبهم من علاقات، هذه التشريعات التي طالما ناضل وقاوم من أجلها كل مثليّ في العالم صفاً واحداً ضد الإستبداد والعنصرية وبذلوا الغالي والرخيص في تظاهراتهم المختلفة مطالبين العالم بحقهم الطبيعي في اختيار ما يناسبهم من علاقات يعتبرها الهمجيون والعنصريون شاذة، وبذا فقد إنتهى حقاً أو كاد عصر التساؤل الشهير من جاء أولاً "البيضة" أم "الدجاجة" فلم يعد هناك حاجة لمعرفة هذا الأمر لأنه لن يكون هناك قريباً بيضاً وإنما قِناً يحوي إما ديكة وإما دجاج ناهيك عن حقهم في إختيار ما يناسبهم في الزواج والإرتباط بالحيوانات.

لكن هذا القرار البيضاوي الذي إحتفت بالتوقيع عليه والعمل به كل الوسائل الإعلامية المختلفة سواءاً العالمية أو المحلية وأقيمت لأجله الإحتفالات الباذخة شرقاً وغرباً ووضع له رمز قوس قزح Rainbow الشهير تعبيراً عن المثلية الجنسية فأصبح سِمة عالمية تمثّل هذا الصنف من البشر (بعدما كان لوحة جدارية لمدارس رياض الأطفال حول العالم) سبقه بفترة لا بأس بها قراراً بيضاوياً آخر شبيه به، ينصّ على دعم المعارضة السورية المعتدلة، أي تلك المعارضة التي تتخذ من الفنادق والإعلام ساحات للوغى ومن الغواني أهدافاً عسكرية، وتم بالفعل الإتفاق على تدريب 53 جندي وضابط من هذه المعارضة بعدما تم إختيارهم بعناية وتدقيق من قبل عملاء السي آي إيه وكان من ضمن شروط تدريب ودعم هذه القوات وإدخالها في برنامج التدريب الذي سيكلّف بلدان الخليج العربي قرابة 500 مليون دولار أن لا تُقاتل هذه المعارضة المعتدلة قوات النظام السوري أو داعميه (حزب الله، الحرس الثوري الإيراني والفصائل العراقية والأفغانية المختلفة) وأن لا تسعى لإسقاطه عسكرياً وإنما محاربة الفصائل الإسلامية الجهادية المختلفة كداعش والنصرة وأحرار الشام (الفصائل السنية)، وتم صرف راتب يتراوح بين 200 إلى 400 دولار لكل مقاتل أعلن إلتزامه بالشروط التي وقّع عليها، وتم تخريج أول دفعة من هذه القوة والتي يبدو أنها الأخيرة حيث لم تنجح الولايات المتحدة الأميركية في إستقطاب المزيد من هؤلاء المعتدلين.
يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية نست أو تناست أن لا أحد من الشرفاء (حقاً)  يثق بها خاصة وأن العالم بأسره يتفرّج على النظام السوري وهو يُلقي البراميل المُتفجرة والصواريخ  فوق المُدن المُحاصرة التي تقتل الأطفال والنساء وتُدمر المباني على رؤوس ساكنيها دون أن يرفّ لهم جفنٌ أو أن يفعلوا أي شيء لمساعدة هذا الشعب المسكين، كما أنهم يغضّون من أبصارهم عن إنتهاكات النظام المُتكررة في قصفه المناطق المختلفة بالغاز والمواد الكيماوية المحرّمة دولياً كما وُثِّق في المُدن المحاصرة كالغوطة وغيرها.
الجميع داخل الولايات المتحدة الأميركية أو خارجها أصبح عالماً أن للسيد أوباما لازمة ترافقه في حلّه وترحاله (شبيهة بلازمة القلق الذي يعتري بان كي مون) تُمثّل الخطوط الحمراء التي أطلقها كأني بها مفتاح سرّ بينه وبين النظام السوري، كأنه بها يدعوالنظام ويدُلّه على ما يجب عليه فعله وتجاوزه والجميع يعلم أن السيد أوباما مسح كل الخطوط الحمراء التي رسمها للنظام السوري.
الجميل بالأمر أن هناك معاهد متخصصة في الولايات المتحدة الأميركية تطرح أسئلة وتحاول الإجابة عليها ومنها لماذا تكره شعوب المنطقة وغيرها الولايات المتحدة الأميركية.
هل نرى صعوداً لبعض القوى الإقليمية والعالمية يُقابله إنحدار شديد لبعضها الآخر، أكاد أجزم أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت بالفعل في رحلة الإنزلاق والتراجع الشديد في علاقاتها مع حكام الخليج العربي فمن الواضح أن بلدان الخليج بدأت تقيّم ما يجري وتبحث عن علاقات وإتفاقيات مع بدلاء في ظل تخلخل ثقتهم وتراجعها مع الولايات المتحدة الأميركية وخاصة بعد الإعلان عن الإتفاق النووي الإيراني وما يُخبئه من مفاجئآت أجزم بأنها لن تكون سارة لدول المنطقة.
ولكن هل سيكون الإتفاق النووي الإيراني بيضة أم دجاجة