Wednesday, July 25, 2012

سبحان الله

بسم الله الرحمن الرحيم لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون، صدق الله العظيم.
سبحان الله
الكثير من مدعي الإسلام أو لنقل من المحسوبين على الإسلام سواءاً عن طريق هويتهم الشخصية أو اسمائهم الدالة عليهم، يفتقرون إلى أقل إحساس بقيم الإسلام وهي تلك الصفات الإنسانية الإيجابية الراقية المنضبطة بضوابط الشريعة الإسلامية التي تؤدي بالمتعلم إلى السلوكيات الإيجابية في المواقف المختلفة التي يتفاعل فيها مع دينه ومجتمعه وأسرته في ضوء معيار ترتضيه الجماعة لتنشئة أبنائها وهو الدين والعرف وأهداف المجتمع، ومن خلال التربية السليمة الصالحة نغرس سلوك سوي يتم من خلاله التمييز بين الخطئ والصواب وبين الحق والباطل وتصبح هذه القيم تربوية في نهاية الأمر يُعتمد عليها لتنشئة مجتمع فاضل نفتخر بإنتمائنا إليه.
أمامي رجل مسلم أعرفه يحمل بين أنامله سيجارة يقف أمام المتجر متفرجاً من خلال الزجاج على المعروضات الموجودة على واجهة المتجر ويؤشر لي بيده ومن ثم يفتح باب المتجر قليلاً ليهنئني قائلاً: رمضان كريم وكل عام وأنت بخير وعاد ليغلقه من جديد وإلى مص سيجارته التي لم تفارقه منذ أن تعرفت عليه أي منذ 11 عاماً ، هذا رجل حُسِبَ علينا مسلماً ... لا شأن لي به إن صام أولا فحسابه مع الخالق ... لكن مجاهرته بالمعصية جعلتني في موقف ضيق مع نفسي فأنا لا أستطع أن أجامل رجلاً يُغضب الله ورسوله، وأنا على علم أنّ العديد من الناس يُفطرون في رمضان لأسبابهم الخاصة ولا علاقة لأحد بما يفعلونه طالما أن ذلك بينهم وبين خالقهم أي مستترين لا يُجاهرون بالمعصية ... 
لدي صديق وهو من الطائفة المسيحية ولديه متجر قرب متجري، مرّ عليّ منذ يومين مهنئاً بقدوم شهر رمضان وجلس معي لفترة ساعة تقريباً وحان عندها صلاة الظهر فأعتذر للعودة إلى متجره فسألته ألن تذهب للمنزل لتناول طعام الغداء ... فضحك وقال لن تصدق إن أخبرتك أنني اصوم معكم طوال الشهر وأهل بيتي يفعلون مثلي ... حتى أننا نشتري ملابس عيد الفطر لأولادنا كما تفعلون ... ذهب صديقي وصليت الظهر وجلست أفكر بما قاله لي هذا الجار ... ويبدو لي أن القيم الإسلامية لو طبقت بحذافيرها بين الناس لرأينا المزيد من هذا المثال والجار الذي تكلمت عنه ... ولما تجرأ ذلك المتأسلم على المجاهرة بالمعصية ..

Monday, July 23, 2012

أقوال علماء و مشاهير الغرب في الرسول صلى الله عليه و سلم

أقوال علماء و مشاهير الغرب في الرسول صلى الله عليه و سلم
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمــعين و على جميع انبيائك المرسلين
هذه أقوال المنصفين في رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام :

إن المنصفين من المشاهير المعاصرين عندما اطلعوا على سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لم يملكوا إلا الاعتراف له بالفضل والنبل والسيادة ، وهذا طرفٌ من أقوال بعضهم :

1/ يقول ( مهاتما غاندي ) في حديث لجريدة "ينج إنديا" : " أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول ، مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسِفاً لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".

2/ يقول البروفيسور ( راما كريشنا راو ) في كتابه " محمد النبيّ " : "
لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة.
فهناك محمد النبيّ، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلا ".

3/ يقول المستشرق الكندي الدكتور ( زويمر ) في كتابه " الشرق وعاداته " : إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.

4/ يقول المستشرق الألماني ( برتلي سانت هيلر ) في كتابه "الشرقيون وعقائدهم" :
كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبيُّ بين ظهرانيها، فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد ، وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية ، وهما : العدالة والرحمة.

5/ ويقول الانجليزي ( برناردشو ) في كتابه "محمد" ، والذي أحرقته السلطة البريطانية:
إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال ، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمَّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

6/ ويقول ( سنرستن الآسوجي ) أستاذ اللغات السامية ، في كتابه "تاريخ حياة محمد" : إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ.

7/ ويقول المستشرق الأمريكي ( سنكس ) في كتابه "ديانة العرب" :
ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة.

8/ ويقول (مايكل هارت) في كتابه "مائة رجل في التاريخ" :
إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.

9/ ويقول الأديب العالمي (ليف تولستوي)
الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية : يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

10/ ويقول الدكتور (شبرك) النمساوي:
إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته.

11/ ويقول الفيلسوف الإنجليزي ( توماس كارليل) الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه الأبطال :
" لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خدّاع مزوِّر .
وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة ؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس ، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟!.

12/ جوتة الأديب الألماني :  "إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا ، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".
تلك بعض أقوال مشاهير العالم ، في محمد نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام ، فلماذا المزايدات التي تضر ولا تنفع ، وتهدم ولا تبني؟؟؟؟
صلوا على حبيبنا محمد عليه افضل الصلاة و السلام

صبية الشياطين

منذ صغرنا ونحن نعلم بأن الشياطين تصفد في رمضان، بالنسبة لي لا أعلم كيف عرفت أول مرة بهذا الأمر وكنت أحسبه موروث ثقافي تتداوله الجدات للأمهات وأنه تعبير على أن الخير يعم والشر ينحسر في أيامه ولياليه، لكن عندما أصبحت يافعاً عرفت أن هناك أحاديث نبوية شريفة بخصوص هذا الأمر ومنها يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ" . وفي أحاديث أخرى : "وصفدت الشياطين"، وعندها عرفت أن الأمر ليس عبارة فولوكلورية أو ما يشابه وإنما هي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليلة الأمس كنت في تواصل مع أحد الأصدقاء وإذ به يعلمني بأن أحد المدونين المعروفين بإلحادهم يحاول كعادته في رمضان جر المسلمين إلى مدونته ليسبوه وهم صائمون فيخسرون أجر صيامهم وصبرهم، فسألني صديقي قائلاً ألآ يوجد حديث نبوي شريف بأن الشياطين تصفد في رمضان فأجبته نعم الشياطين تصفد في رمضان بالتأكيد لكن خدمها وصبيانها لا لم اسمع أن خدم وصبيان الشياطين تصفد فهؤلاء أحقر من أن يهتم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحتقارهم يكون بعدم الدخول إلى مدونتهم وعدم التعليق عندهم لأن التعليق عندهم يعزز من مكانتهم عند سيدهم الشيطان ... لذا فعلى المؤمن الحق أن لا يجادل هؤلاء الصبية الذين ارتضوا أن يكونوا خدماً للشياطين وأن لا يعبرهم على الإطلاق وسترون بأنهم مع الأيام سيصبحون كالملح الذائب في المياه لا يُرى أبداً .... وكل عام وأنتم بخير

Tuesday, July 17, 2012

الخـــــــــــــيانة

هل خيانة الرجل للمرأة تساوي خيانة المرأة للرجل؟؟؟

لا أعتقد أن الكثير منكم ... ممن سيدخل إلى المدونة ليقرأ سيدلي بدلوه في هذه القضية والإجابة على هذا السؤال ... حيث أن نوعية هذه الأسئلة تعتبر من المحرمات في مجتمعاتنا الذكورية.
 
هل سأل أحدهم نفسه لو أنه خان رفيق دربه، كيف سيكون شعوره لو عرف أن رفيق دربه قد خانه بنفس الوقت وبنفس الطريقة ... هل سيكون هذا السؤال والإجابة عليه رادعاً له عن القيام بهذا الفعل.
 
لماذا يعتقد الذكر أن لديه الحق في أن تسامحه رفيقة دربه عن خيانته لها بينما يرفض هو مسامحتها ... بل وربما يسعى لقتلها لو علم بأمر خيانتها له ... هل الدين الإسلامي يعتبر غطاء لهذه الأفكار؟ أم أنها التقاليد والعادات والموروثات الثقافية هي التي منحت للذكر الحق في غض النظر عن ممارساته وممارسات غيره من الذكور، بل والتندر بها في بعض الأحايين وإعتبارها في أحيان كثيرة من المسلمات ... إذ أنه ذكر ويحق له ما لا يحق للأنثى ... لماذا؟
من الذي اوحى للذكر بهذا ؟ هل هذا موجود في جيناته. لأقل أمراً حتى في الغرب القليل من الذكور يتسامحون بهذه المسائل ولا يعتبر هذا الأمر إعتيادياً لديهم في الكثير من الأحيان...

لكن في المقلب الآخر قد نرى أن الكثير من النساء لا تستطيع أن تسامح زوجها ويعتمد هذا على ثقافتها وبيئتها، فالعديد من النساء وإن كنَّ لم يسامحن أزواجهن إلآ أنهن يبقين مع أزواجهن لأسباب إجتماعية أو إقتصادية.
 
ماذا ستكون ردة فعلك لو أنك كنت قادماً للمنزل بعد تمضية ليلة سمر مع إحدى الفاتنات، ووجدت زوجتك بأحضان رجل آخر؟

Friday, July 6, 2012

النساء ... مصانع الرّجال


الكثير من النساء يبحثن عن رجل ذي مواصفات لا تتوفر إلآ بمخيلتهن ... فارس شهم يأتيهن محارباً على صهوة جواد أبيض وفي جعبته الأحلام والآمال ينثرها في سماء صافية مقمرة معبقة بعطر الياسمين يفرش لهنَّ الأرض وروداً وأقاحي ويزرع لهنَّ دروب المجد والعلا... 
محباً، مخلصاً، ودوداً، متسامحاً، ذا أنفة وشموخ، رومانسي، تشعر برجولته ويُشعرها بأنوثتها، شهم يحمل الكثير من الأخلاق الحميدة التي يفتقر إليها رجال هذا الزمن لكنهن ينسين أن معظم المواصفات لا تتوفر إلآ في أحلامهنّ لا غير فالواقع الملموس المطعّم بظروف الحياة ومشاقها يأبى أن يمنحهنَّ ما أردن، ذلك أن الأماني والأحلام أمر والحقيقة شيء لا يتفقان في أحيان كثيرة... 
ومن البديهي بالطبع أن تبحث المرأة الواعية الصالحة في شريك حياتها عن مواصفات الرجل العصامي ذي الأنفة الذي يأبى الضيم، الشهم الذي يُعارك الحياة فيكون لها شريكاً وسنداً حامياً وزوجاً عطوفاً محباً، خلوقاً وأباً صالحاً لبنيها وذريتهما...
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ... لماذا ؟؟؟ أهو قول مرسل أم حقيقة واضحة ...؟ لنرى
الأم الصالحة هي مدرسة يتخرج على يديها النشئ الصالح ويربى على الأخلاق والمثل الكريمة فالطفل بين يديها وأناملها كالصلصال بين يدي العامل الفنان الماهر يشكله كما يريد ويضع به من الحرفة ومن علمه وفنه ما يريد ولا يخرجه إلآ كاملاً حسبما كان يخطط له، وكذلك الطفل يرتشف الأخلاق والمثل والتربية الصالحة من مربيه فالطفل إبن بيئته يمتص ما يسمعه ويراه أمام عينيه ويختزن في ذاكرته ووعيه ما يفهمه من محيطه وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه بنية شخصيته لمراحل حياته القادمة.
مما تقدم نفهم أن تربية الطفل مهمه لتكوين شخصيته التي سيقابل بها المجتمع والبيئة التي يعيش بها ويصادفها، فمن تربى على القيم والأخلاق الحميدة لن يكون إلآ متمثلاً بها في قادم أيامه وعمره ومن تربى على غيرها فهو وما تربى عليه.
لذا فمن واجب الأب أن ينتقي لأولاده أماً صالحة وأن يعلمهم ويحسن تربيتهم ...
إذن الأساس في ما نقول هو التربية وهذا أمرٌ مناط بالأم إذ أن الطفل لا يفارق أمه في سنوات عمره الأولى وهي الفترة الحرجة التي منها يمتص أسس شخصيته التي تتشكل وتُبنى بداخله وفي نفسيته.
إنَّ الكثير من الأمهات يعتنين بالطفل الذكر أكثر من إعتنائهنَّ بالأنثى ... ويميزن الذكر بالمعاملة والإعتناء ليمنحن الذكر منذ الصغر القوامة الكاملة على أخواته ويفضلنه على أخواته في العديد من الأمور وهنّ بهذا الأمر يرتكبن في حق أنفسهنَّ وحق بناتهنَّ الكثير من الأخطاء التي من الممكن أن تؤدي إلى زرع عقلية الإستبداد وتفضيل النوع والإستعلاء في نفوس الذكر ...
الذكر وإن كان له دوره في هذه الحياة فالأنثى لها أيضاً دورها والذي لا ينقص عن دور الذكر بأي حال من الأحوال فلكلٍ منهما دور وحصة تتكامل بهما دورة الحياة ولا تفضيل بينهما بما يفعلان ... لكلٍ دور مهم في عجلة الحياة ... لكن إن تقاعس أحدهما عن أداء دوره والمهمة الملقاة على عاتقه تخلخلت دورة الحياة وأصبحت نشازاً غير مرغوب.
منذ بدء الحياة تقاسم الذكر والأنثى أعباءها، فكان دور الذكر هو الصيد والحماية وتوفير السكن، ودور الأنثى الإنجاب والتربية والإهتمام بالسكن، لذا فنرى أن التكامل هنا لا يمكن أن يكون إلآ بتعاونهما معاً لبناء مجتمعهما الصغير مهما تطورت المدنية فلا يستطيع أحدهما الإستغناء عن الآخر بصورة أو بأخرى...
لذا فمن المهم أن يعتني المجتمع بتعليم الأنثى كما الذكر دون تفاضل بينهما ..
وأقول عندما تريد إحدى الأناثي الحالمة ذكراً يحمل صفات معينة لا تجدها في من تقدم إليها فأرجو منها أن تقوم بعد إنجابها لطفل ذكر أن تعلمه ما أرادته من فارس أحلامها الذي لم تجده في محيطها حتى يتسنى لأنثى أخرى حالمة أن تحظى بما لم تحظى هي به عندما تزوجه إياها إن شاء الله تعالى ..
لذا فأنا ارجو من النساء إن أردن رجالا رجالا "لا ذكران فقط" أن يكُنَّ نساءاً نساءاً حتى يستطعن إنجاب الرّجال وشكراً.

Wednesday, July 4, 2012

الإعلام العربي إلى اين


خلال العقد الماضي إمتلئ الفضاء العربي بالكثير من القنوات التلفازية التي تعتمد في تغطيتها على الأقمار الصناعية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين والجماهير العربية، ذلك أن حقل الإعلام أصبح تجارة يستثمر بها كل من لديه رأس المال ويمثل بعض السياسيين والنافذين في الحكومات العربية، المختلفة الإيدولوجيات والإتجاهات، كما إنتشرت العديد من الأدوات الإعلامية الخاصة من مجلات وصحف لا تهتم سوى بالربح السريع عن طريق الإثارة والتضخيم الإعلامي على حساب الحقائق والوقائع والموضوعية..
تنقسم الفضائيات العربية إلى ألوان وإتجاهات متعددة منها الإخباري، الفني، الديني والتربوي وتتراوح أعداد هذه القنوات الفضائية ما بين 1000 إلى 1200 فضائية تنتشر ما بين الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي شرقاً ..
وتغطي المساحات الشاسعة للوطن العربي وتبث وصولاً إلى شمال اوروبا، أميركا بشقيها الشمالي والجنوبي حيث العديد من المغتربين العرب من بلدان الشرق الأوسط وخاصة لبنان وسوريا، حتى أن البعض منها يصل في تغطيته إلى إستراليا والشرق الأدنى، لكن المتابع لمعظم هذه الفضائيات يجد أن طابع الإثارة والتضخيم الإعلامي يطغى على الطابع المتزن والرصين والموضوعي، فالقنوات الإخبارية تتجه في برامجها إلى خدمة مواقف سياسية معينة على حساب غيرها، وتتسم البرامج الحوارية التي تقدمها هذه المحطات إلى خلوها من المناقشات الجادة الهادفة ويطغى عليها الإتهامات والشتائم المتبادلة بين أطراف النقاش بدلاً عن المناقشة الموضوعية العلمية، كما نجد أنها بعيدة كل البعد عن فكرة الحوار العلمي المتزن بين طرفين من المفترض أنهما يمثلان وجهتي نظر مختلفة، يحمل كل منهما في جعبته أدلة تدعم أراؤه ووجهته وتسندها، وقد بدا واضحاً في خضم الثورات العربية الحالية، الإتجاهات الإيديولوجية لكل قناة على حدة، ومن خلال متابعة بعض القنوات الإخبارية نلاحظ أن الخبر المعلن على قناتين مختلفتين يناقض بعضه البعض، فالتضارب والسطحية وغياب المضامين الدقيقة والجادة في القنوات الإخبارية العربية جعلها أداة تشويش وإنحراف لوعي المشاهد العربي بدل أن تكون أداة توعية توصل الحقائق والوقائع كما هي دون أن تكون طرفاً في النزاعات والصراعات الإيديولوجية المختلفة، من منا لم يشاهد الكثير من الأخبار التي تم نشرها في الفترة الحالية وتبين له أنها تزييف للوقائع والحقائق (سواء عن طريق التلاعب بالصورة أوالصوت أو زمان ومكان الحدث) في بعض القنوات مما يدعو للتسائل بحق، هل من الممكن للمشاهد العربي أن يعتمد على القنوات الإخبارية العربية في إستقاء معلوماته؟ وهل يستطيع هذا المشاهد والمتابع الإطمئنان إلى أن ما يصله من هذه المعلومات والأخبار هي ليست زائفة أو مضخمة أو حتى معكوسة في بعض الأحيان، ويحتاج بالتالي إلى غربلتها ليتبين اي منها الصحيح أو الزائف.
إن الكثير من القنوات التي تقوم بتقديم اللون الفني وبرامج المنوعات والمسابقات المختلفة على كثرتها لا تقدم سوى فناً إعلامياً هابطاً بمجمله، وتبتعد عن الذوق الفني والقيم الراقية، مشيعة التفاهات والسطحية من خلال عرضها وتقديمها لكليبات غنائية لا تهتم سوى بالرقص الذي ينبع من روح الإباحية وإثارة الغرائز الجنسية وبث الإستعراضات الهابطة، كما تعتمد نشر الصورة الغربية للمجتمعات على حساب الفن العربي الجميل، وتقوم بنقل وعرض الكثير من أفكار وبرامج المنوعات الغربية وبالتالي تعريبها دون أدنى إهتمام ومراعاة للفروقات وألإختلافات الثقافية والأخلاقية بين المجتمعات الغربية والعربية.

إن المتابع الجاد والمثقف الديني الواعي للقنوات الفضائية الدينية السمة سيلاحظ أن الكثير منها لا يعالج سوى مسائل تافهة وسطحية وبعيدة عن روح الإسلام الحقيقي، وتخاطب جمهورها من خلال برامج وحوارات ليس الهدف منها مخاطبة عقولهم وإحترامها بل تقدم لهم ألوانا من قشور الموضوعات السطحية وبرامج سخيفة مثل تفسير الأحلام وترويج للخرافات والغيبيات، بدل التشجيع والحث على الإنخراط في ركب العلوم واللحاق برحاب التطور، كما أن هذه القنوات إشتهرت على سبيل المثال لا الحصر بتقديم مواضيع خلافية بين جناحي الأمة السنة والشيعة، وحتى بين المذاهب المختلفة لكل جناح، في حين كان من الأجدى أن تتعامل كوسيلة ربط بين المسلمين، وأن تقوم بتبسيط المسائل العالقة ودعوة الشباب إلى الإنخراط في نقاشات جدية لإعلاء منابر الدعوة الحقيقية للشريعة الإسلامية وليس إلى نشر هذا الكم الهائل من الفتاوي المغرضة البعيدة عن روح الإسلام والشريعة الإلهية، كما تقوم هذه القنوات بالخوض في الكثير من الأحاديث الموضوعة والمختلف بصجتها وإستقاء الأدلة منها ومن غيرها، ولا أعلم أين دور الرقابة الدينية الرسمية في هذه المسألة أليس الرقابة على هذه القنوات الهابطة بمجملها مسئولية دينية رسمية؟ اليس من الأجدر على الحكومات مراقبة هذه الثقافة الهابطة والإعلام المزيف الذي يدخل في بيوتنا وأن تعتبره غش وتلويث لعقول وفكر الجماهير العربية العريضة...

إن غياب ثقافة العقل والمعرفة من الفضائيات العربية بشكل عام وانتشار ثقافة الاستهلاك على حساب ثقافة العقل يعود بشكل اساسي لإنعدام توفر مستثمرين عرب مثقفين لديهم إستعداد لإنشاء ما هو جاد فضائيا ومفيد للعقل العربي، علينا إن نؤكد على أهمية المؤسسة الفضائية العربية ودورها الثقافي كما دورها في استثمار العقل العربي وما يفرض من تحديات.
ولكن حتى نصل للغاية المرجوة من إمكانية نشر الوعي الثقافي والمعرفة العلمية الحقيقية، إلى اين تمضي بنا الفضائيات العربية؟ وإلى متى تستمر بهذا اللغو المغرض؟ وهل نحن بحاجة إلى ثورات إعلامية مضادة، بجانب الثورات والإنتفاضات العربية الربيعية ؟

العرب ثقافة الجاهلية

قرأت مقالات عدة تتكلم عن أمة العرب وتصفها بأوصاف أقلها بانها أُمة جاهلة لا تاريخ لها ولا ثقافة أمة أكثر رجالها بدو يعيشون على الفقر وقلة الزاد والغذاء وبأن حروبهم ومفاخرهم كلها تقوم على القتل والسرقة ونهب القبائل والعشائر في زمن كانت به الحواضر من الأمم تعيش في رخاء إقتصادي وحضارة ورقي لم تنعم به الأمة العربية في ذاك الزمن.

لا ينكر عاقل بأن الحضارة أية حضارة تستلزم مقومات وأهمها التمدن والإستقرار وهذا الأمر لم يكن ليتوفر في الجزيرة العربية ذات المناخ الصحراوي الشديد القيظ صيفاً والبارد شتاءاً عدا عن قلة المياه بل وندرة وجودها في بعض المناطق من الجزيرة العربية ولكن هذا لا ينكر وجود بعض المدن والحواضر والقرى التي أسست في الجزيرة والتي اعتمد بعضها على التجارة والصناعة أو الزراعة أو كليهما معاً في بعض المناطق من الجزيرة العربية، مثل الطائف، مكة، يثرب في إقليم الحجاز و عدن و عُمان وغيرهما من المدن القديمة جداً مثل مأرب وهذه وغيرها حواضر عربية قديمة جداً تعود لعصور وأزمنة لم يدونها التاريخ وإنما تدور حولها في الغالب أساطير تُروى في أشعار العرب وقصصهم وغالباً في مفاخرهم القبلية.

يهمني هنا في هذه المقالة الموجزة أن أتكلم عن الثقافة العربية قبل الإسلام وتعريفها.

بالنسبة لي الثقافة العربية قبل الإسلام كانت متواجدة في صور عديدة منها الشعر، الخطابة والحكمة والقصص والمرويات التي تناقلتها الألسن وإن لم تدون بالسطور والكلمات المكتوبة، فسكان الجزيرة العربية بأكثريتهم كانوا أميين لا يستطيعون القراءة والكتابة ولقد إستعاضوا بالذاكرة القوية وبالفصاحة البديهة عن هذه الأدوات التي تعتبر من مقومات المدنية وبالطبع من أساسيات الحضارة، بالتالي تم تدوين وتأريخ معظم الحوادث والحروب التي جرت في قصائد شعرية صاغها الشعراء لا بقصد التأريخ ولكن بقصد المفاخرة والحماسة والهجاء وهذه القصائد كثيرة لا تعد ولا تحصى مليئة بها دواوين أشعار العرب الجاهلي قبل الإسلام ومنها إستقى العرب بعد الإسلام وبعد إستيطان وتطور المدنية معلوماتهم لكتابة تاريخ العرب في الجاهلية ومن أشعارهم أيضاً الغزل الذي تميز بالعفاف والحياء وبالرسوم والأطلال نتيجة للتنقل والترحال الذي صاحبا البدوي في بحثه الدائم عن الكلأ والمرعى ومما أُشتهر به العرب أيضاً دقة الوصف في أشعارهم والطابع الحسي المرهف الذي ترجمته الكلمات في كل ما يصادفه في بيئته الصحراوية سواءاً من جمال أوقبح ومن أشد ما تعرض له الشعر الجاهلي هو الرثاء الصادق النابع من الجلد والصبر والبعد عن التهويل. من المشهور عن العربي الكرم والشجاعة والعفاف والصدق والشهامة والوفاء وحب الحرية والإنطلاق وبالتأكيد كان لديهم مساوى منها الغزو والنهب وشرب الخمر ووأد البنات.

لقد إحتفظ لنا الشعر الجاهلي باللغة العربية دونما وجود ألفاظ غريبة أو أعجمية ذلك أن العرب في الجزيرة العربية لم يختلطوا بغيرهم من الأمم المحيطة بهم لذلك أسموه ديوان العرب، و كان لديهم أسواق تقام عند المواسم ومنها سوق عكاظ ولم تكن هذه الأسواق للتّجارة فقط ، بل كانت للتّحكيم في الخصومات والتّشاور في المهمّات وكانت أيضاً للمفاخرة والتحدّي بالشعرومفاداة الأسرى .

الأرض في سوريا لا تتحدث إلآ العربية


ما يعجبني في الشعب السوري مواظبته على الخروج والتظاهر يومياً نهاراً وليلاً رغم أزيز الرصاص وهدير مدافع الدبابات وصواريخ الطائرات ، رغم الألم ، رغم نزيف الدماء، رغم دموع الثكالى واليتامى رغم الحصار .... رغم المجازر في العديد من الأنحاء رغم الدمار الهائل الذي اصاب المدن والعديد من القرى إلآ أن عزمهم لم يهتز ولم تتوانى الأمهات على دفع أبنائها لنيل شرف الدفاع فإما حرية تصل أعناق السماء وإما شهادة تزغرد لها النسوة في الأنحاء
الأرض تهتز بأصواتِ أبنائها وبناتها... وأغصان الزيتون في أياديهم البيضاء وهدير الشعب يتحدى الرصاص مناديا بصوتٍ جهوري

الله .... سوريا .... حرية وبس...
الشعب يريد إسقاط النظام ...
والكثير الكثير من الكلمات التي تدل على وعي الشعب السوري كهتافات الوحدة الوطنية... إسلام ومسيحية ودروز وعلوية كلنا وحدة وطنية...
لله دركم أيها السوريون الأبطال والله إنكم تسطرون المجد والسؤدد بثورتكم المباركة هذه في كتب التاريخ وتتعلم منكم شعوب الأرض قاطبة الإصرار والمضي عزماً بالمطالبة الشريفة السلمية لحقوقكم المهدورة وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى.

الوعي الكامن في عقول هؤلاء الشرفاء الوطنيون لشيئ يدعو للدهشة والإعجاب فمع أنهم يتعرضون يومياً لشتى أنواع القمع والقتل والإرهاب من قبل أجهزة الدولة الأمنية والشبيحة والنبيحة ومع ذلك ترى معظمهم يحبذون عدم التدخل الأجنبي في ثورتهم ويعلنون عزمهم تحدي الكتائب الأسدية بأصدرهم العارية ومساعدة جيشهم الحر وهذا دليل آخر على الوطنية وبعد الرأي والوعي الكامل وهم مصممون على آلا يكون للغرب أي فضل عليهم وعلى ثورتهم المباركة...
إنها الأرض إنها العرض إنها ثورة شعب ينادي بالحياة
إنها سوريا التي أنجبت الأبطال وحررت بيت المقدس مراراً من الغزاة والطامعين على مدى العصور ...

إنها سماء المجد التي لا تعلو فوقها أي سماء ...
إنها سوريا التي لا تنطق إلا بالعربية ... ذلك أنها سطرت بدمائها أسطورة الحياة
الأرض يا أخي في سوريا لا تنطق إلا العربية

                                                الله .... سوريا.... حرية وبس..

الحقوق الملكية للخلق محفوظة للخالق

الحقوق الملكية للخلق محفوظة للخالق

من خلال القراءة المتأنية لتاريخ الأمم والحضارات العديدة التي سبقتنا في التاريخ الموغل بالقدم وحتى يومنا هذا لم يدعي أحد أنه الخالق لهذا الكون متحدياً الحقوق والقوانين الملكية لله في خلقه للكون والبشر وما على الأرض وما بينها وبين السماء.

وفي الكثير من الأحيان يأتي من يدعي أنه إبن الله أو شريكه في الملك أو شفيع لديه أو مساعده مع إعترافه أن الله هو الخالق وهو الذي منحه تدبير بعض الأمور كالمناخ أو الرزق أو غيرها من الوظائف الأخرى كالحرب والمطر والري والزراعة.

إن فكرة الألهة المتعددة فكرة قديمة إنتشرت بين الحضارات السامية وغيرها من الحضارات التي تكونت على ضفاف الأنهر العظيمة مثل نهر النيل والفرات والكنج وغيرها من الأنهر والبحيرات العظيمة، ومن الملاحظ أن فكرة الألهة المتعددة تقوم على اساس عائلة إلهية تتكون من الأله الخالق وزوجته وأولاده وهم الذين يستلمون عن والدهم تدبير العديد من الوظائف التي اشرت إليها أعلاه، لذا فإن الثقافة الدينية لهذه الحضارات كانت تتقبل فكرة أن يدعي بعض الملوك أنهم نتاج لهذه العائلة الإلهية وبأن اباهم الخالق منحهم حقاً إلهياً لإستعباد هذه الشعوب وحكمها كما يشاؤن ودون إعتراض من العبيد الذين كانوا يقدمون الولاء والطاعة وحتى الأضحية البشرية لبعض الألهة لكي تغفر لهم زلاتهم أو ترضى عليهم أو حتى تساعدهم في أن تكون نتاج المزروعات في حقولهم ومراعيهم خصبة أو تبعد عنهم سنين القيظ المهلكة للحرث والدواب والإنسان، إن المتابع لهذه الثقافة الدينية المتوارثة عبر الحضارات العديدة يستطيع أن يستشف هذه الفكرة بجلاء ويكوّن بالتالي نظرة عامة وقاعدة بسيطة تعني أن الأسرة الإلهية تقوم على الأب والأم والأولاد، فبينما أن الأولاد توزعت عليهم مسؤليات تدبير شؤن البشر والدواب والزراعة والظواهر الطبيعية إلآ إنهم إحتفظوا بوظيفة الخلق لأبيهم ولم يتجاسر أحدهم على الإدعاء أنه هو الخالق لكل شيء دون ابيه، إن الحقوق الملكية للخلق محفوظة للخالق دون الأرباب الأدنى منه، ففي الحضارة السومرية والبابلية والأشورية والكلدانية نستطيع أن نرى هذه الأرباب بصورة واضحة من خلال تسلسلها العائلي ووظيفة كل رب بشأن من شؤن الحياة، وحتى في الحضارة اليونانية والإغريقية والرومانية نرى أن هذه العائلة مازالت هي المسيطرة على حكم الكون وإن إختلفت أسماء الألهة وتعددت وتغيرت وظائفها إلآ أن الفكرة مازالت موجودة ومكررة، وفي الحضارة المصرية إختلفت المسألة فمن تعدد الأرباب إلى التوحيد ومن ثم إلى التعدد مرة أخرى ولكن في كل مرة تختلف الأسماء مع بقاء العائلة ووظائفها التدبيرية للكون، لكننا عندما نضع مجهراً فوق الجزيرة العربية وقبائلها المنتشرة في وسطها وعلى التخوم الملاصقة للحضارات القديمة نستطيع أن نرى أن الآلهة كانت لديهم مختلفة عما يجاورهم من الحضارات بصورة شاملة، هم يؤمنون بوجود الخالق لكنهم يعتقدون بوجود شفعاء يتقربون بهم إلى الله وظهر ذلك جلياً في قولهم: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) الزمر: 3، ومع هذا الشرك الذي وقع في البشرية قديمًا وحديثًا أيضاً فالأكثرية منهم يؤمنون بتوحيد الربوبية، وإنما يشركون في العبادة، كما قال تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) يوسف: 106، ومن هنا نرى أن البشرية في مسارها الطويل الموغل في القدم وإن كانت تشرك بالله آلآ إنها كانت تعترف بالله عدى قلة منهم كفروا بالله وجحدوا وجود الرب كـفرعون والملاحدة الدهريين والشيوعيين في هذا الزمان – وجحودهم به من باب المكابرة، وإلا فهم مضطرون للإقرار به في باطنهم وقرارة أنفسهم – كما قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) النمل: 14، وعقولهم تعرف أن كل مخلوق لا بد له من خالق. وكل موجود لا بد له من موجد. وأن نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لا بد له من مُدبر حكيم قدير عليم. من أنكره فهو: إما فاقد لعقله، أو مكابر قد ألغى عقله، وسفه نفسه، وهذا لا عبرة به.

Sunday, July 1, 2012

ربيع لبنان

ربيع لبنان
كثير من الأصدقاء يتساءلون لماذا تأخر قطار الربيع العربي في لبنان.
في الحقيقة لبنان في حراك ربيعي دائم ولكن المشكلة في لبنان هي الطائفية فبدون التخلص من هذا المرض والداء المستعصي والمتفشي في هذه الدولة العربية الصغيرة لا يمكن لأي ثورة أن تعطي ثمارها، الثورة بحاجة لأرضية وتوافق بين مختلف أطياف هذا الشعب ولا يوجد ما يجمعهم على مختلف إنتماءاتهم الطائفية والعرقية سوى حب الوطن، لذا فكان المقترح أن يكون التحرك من ضمن هذا المنطلق الوحيد الذي يتوافق عليه الجميع بلا إستثناء، وتم بالفعل توزيع الدعوات سواءاً عبر المنشورات أو على صفحات الفايسبوك المختلفة والتي تعبر عن آراء معظم اللبنانيين في محنتهم الآنية المتمثلة في مشاكلهم المستعصية على الحل وهي كثيرة إجتماعياً وأمنياً ومعيشياً ... لكننا كنا دائماً نصطدم بجدار الطائفية البغيض، ولعل بعض المحاولات التي كان من الممكن أن تجد لها صدى في نفوس مختلف الفرقاء هي الدعوة لعلمانية التحرك وأن يكون سلمي بحت وأن لا يتم رفع أي علم حزبي أو طائفي ويكون العلم اللبناني هو الوحيد المحمول في إعتصاماتنا هذهه وأن لا يتم رفع شعارات تتضمن تحريض طائفي أو عرقي أو ما شابه، تجمع يضم مختلف الأطياف يطالب بحل المشاكل العالقة منذ عقود من الزمن ومنها الكهرباء والماء وفرص العمل ومحاربة الفساد المستشري وإلغاء الطائفية السياسية وملاحقة المجرمين وعدم تدخل الساسة في شؤون القضاء ورفع الغطاء عن المجرمين الذين يعيثون الفساد والإجرام في ربوع لبنان البلد الصغير الكبير في همومه ومشاكله.
حتى هذا الإعتصام فشل لسبب وحيد هو أن الدولة اللبنانية والمتمثلة بقياداتها الأمنية لم تستطع حماية المعتصمين السلمين من اصحاب الدراجات المسلحين ... الذين يجوبون الطرقات دون خوف أو وجل من رجل أمن أو عديد جيش لسبب أنهم في حماية سياسية ...
لبنان من المستحيل أن يتوفر له ربيع كغيره من إخوته طالما أن النظام السوري مازال قابعاً في الشقيقة الكبرى سوريا .. لسنا متشائمين لكننا بذلنا الكثير من المحاولات ونعلم أن النظام السوري مازال متحكم بمفاصل الدولة والوطن اللبناني من خلال أدواته الإجرامية في لبنان.