Thursday, June 30, 2011

أيقول


أيقــول أنــي كنــتُ قيـــداً ليــديــهِ
وبأنني حَطمتُ كلَ ما يَصبو إليــهِ
أيَظـــنُ أنـــهُ لــــو يُخّيَـــرَ غَيَّــــر
ويُعيدُ صياغةَ كلَ شيءٍ قَـدْ جــرى
وسنينهُ تِلكَ التي مَضَتْ كيفَ تعود؟

وأحلامَ عُمرهِ ضُيعتْ بَينَ الوجـود
وحياتهُ كانت جَحيماً خانِقا
وبأنهُ كانَ صَغيراً أحمـــقا....

قُــلِ لــي مــا الذي تَصبو إليه
أنتَ الذي جَعلَ حياتَهُ في غده
وكــأنهُ ضَمَــنَ الخُلودَ في يده
أنتَ الذي في وهنِكَ ذاتَ يومٍ خُنتني
دمرتني
مِنْ أجلِ حُلـمٍ بعتني
وبـالخـفاءِ طعنتــني
أهنتني
مِنْ أجلِ مَنْ قتلتنـي؟.....

أيَظنُ أني لا أرى ما قد جرى؟.....

لعنتُ ذلكَ القلبُ الذي في كلِ مرة يأتي إليــهِ
ووشاحَ كرامتي الذي كنتُ ألقيهِ بـــينَ يــديهِ
دُستَ عليه
مَزقتهُ
جعلتهُ تحتَ قدمــيك
أنتَ الذي وضعَ السُمومَ فــي دمـي
مِنْ أجلِ مــن غَدرتَ بي يا سائِمي؟...
من أجلِ يومٍ لن يعـودْ
أو غــدٍ قَــدْ لا يجــودْ
ايقول !
ماذا يقول؟

عز الزمان

عزَّ الزمانُ فكان لحظكِ كالقِنا
وتسربلتْ أهدابُ رِمشَكِ بالندى
من ذا يُجيزُ للدمعِ السخيِّ مزارهُ
إلى خديكِ سائحاً عِندَ المساء
لو شائتْ الأقدارُ تكتُمُ كَبوتي
لتوقفتْ صرخات قلبي عَنِ النداء
كيفَ الرحيلُ وقد شارفتُ أرضكُمُ
وبدا لعينيَّ جُلَّ دارَكِ والفناء
فتساقطتْ أيامُ ذكرى غازلتْ
جنباتَ حيٍّ شارِد فيهِ الظِباء
لو حنَّ للناي الشجيِّ فؤادَكِ
لحَفيفِ أوراقٍ تدَّلتْ بالشتاء
لِتساقُطِ الأمطار في لُبِ الدُجى
لزقزقَ عصفورُ المحبةِ والرجاء

حسبُكِ لومي

إنْ جاوبتْنيْ غداة كان لقْياها
بنعمْ ..

وأرْدفتْ
كمْ كنْت أهْواها..؟
ما زلْتُ
لكنّ البيْنَ فرّقنا
أبْعدها عنّي فأشْقاني
وأشْقاها
حسْبُكِ لوْمي
فإنَّ للرّيْحِ أشْرعةً
فوْقَ البحارِ تنْسِجُ للأمْواجِ أفْواهَ
وتقلّبتْ فيْ نشْوةِ الأُنْثى تسائلني: أيْن الطريْق؟
أما كنْتَ طوال العمْرِ تغْشاها؟
وألْقتْ بعْد التّساؤلِ تنْهيْدةً
ألْغتْ كلّ نساء الأرْضِ إلّاها
تمْضيْ السِنوْن فلا ركْبَ يجْمعنا
لا قبْلةً سكْرى منْ فاهِ أو فيْها
ومررّتُ بالأحْلامِ أزْمنةً
كان الْحياءُ منْسُوْباً لعيْنيْها
تمْشيْ الْهويْنا لا خفْرَ يحْرِسها
لكنَّ ظلّ الله كان يرْعاها
وطالعتْني بعيْنِ الرّيْبِ تنْسِبُني
إلى مَنْ خانَ يوْم الهجْر ذكْراها
أصْغي إلى الآلامِ تحْمِلُني
منْ فرْط أوْجاعيْ لدُنْياها
فأزوْرُ حكاياتَ الصّمْتِ بيْننا
وأسْواراً
وأبْواباً
ودروْبَ خُضْناها
فتغلّفُ اللّياليْ حكاياتها عنّي
وتَفِضّ صدى الضحكات غمراتها
أأعاتب نفْسي؟
أمْ ألوْم أنْفاسي؟
أوْ أُغالِبُ آلآمَ الحريْقِ ونارها
كيْفَ ارْتضيْتِ بعْدَ الْعهوْدِ
حلَّ مواثيْق الْغرامِ رباطها
أأحْللْتِ فضَّ سرائرَ بيْننا
كنْتُ أخْشى عليْكِ لهيْبَ جِمارها؟

Monday, June 20, 2011

الأرض الظمئ







إنه عطشُ الأرضِ الظمئ
 أ يُرويها كأسُ الحِرمان؟
أيُسقيها القمرُ وأنجُمهُ
إلا أملٌ
إلا حلمٌ .... إلا بُهتان؟
لا يروي الأرضَ الظمئ
إلا ماءُ يَنزِفُ من نَبعِ الإنسان
فالمرأةُ سيدتي حقلٌ
فيهِ الوردُ
فيهِ الزهرُ ... فيهِ الرمان
فيهِ من كُل الالوان
فيهِ دوحٌ
فيهِ نغمُ عصافيرَ تزقزقُ ألحان
شلالٌ فيها سيدتي تتدافعُ فيهِ الرُكبان
البحرُ منها سيدتي
واللؤلؤ فيها مكتنزٌ والدرُ جِمان
فيها أساطيرٌ شتىَ
تُقرأُ بالكفِ وبالمَنَدل
تتلوها عَفاريتُ الجان
تنسابُ مِنها الأنهار
تتصحرَ فيها الأسفار
يرتادُها كل نبي مرسل
ويعود إليها ظمآن
المرأةُ سيدتي سلام
شمعة تنتحرُ وحنان
يخذِلُها كل سَفيهٍ .... ويُعربِدُ فيها الشيطان

عذراء

عذراءٌ أنتِ تتجمل
تنسابُ في كل الليالي
أحلامكِ
آمالكِ تتحطم
تتفرسين في الظُلمة
توحدين الخطوط في صمتٍ
تقتلين الحروف
وكل آهات الوجود
وتنتظري
حلمٌ قاتل
أملٌ كاذب
والصدرُ الناهد يحترق دوماً يرتفع و ينخفض
كموج هادر
ريح حارق
حبات العرق تتدلى
من حلمات كالبركان
تطغى ..
تنطفئ
على جسد ملائة بيضاء
عذراء أنتِ تتحمل
كل مسافاتَ البعدِ
أنفاسكَ تصرخُ هاتفةً
تتوسل
إحضني
مزقني
اليوم قبل غدِ
بيدك لاعب لي شعري
إجعله بين كفيكَ
قبلهُ ليلمَسَ شفتيكَ
وأرحني
فارس أحلامي
يا وغدُ لم يأتي
يا أملُ أفقد
تسترحمك دموعَ عيوني
إخلع نعليك
إن تخلع
تتساوى لدي الأفعال
فجميعُ وجوهكَ تتوحدّ
تتشابهُ في نظري
تعالَ
تعال على فرسٍ هوجاء
فقدومك يعنيني كثيراً وظهورك إكسير ودواء
وغيابك يحرقني بليلي
وبُعادُك يترُكني .... عذراء

Monday, June 13, 2011

قبليني يا ملاكي

قبليني يا ملاكي قبلي مني الخدود
هدهدي قلبي وذاتي واملئني بالورود
إزرعيني في رباكِ تحصديني في النجوم
وإرسميني في علاكِ تجديني في العيون

فأنا مني إليكِ وأنا منكِ أكون
وأنا أنتِ أكون

رددي اسمي ونادي بابا في كل الوجوه
بابا في كل الدروب بابا في كل الوجود
وتعال قرب بابا إحضني حضنأً يدوم
وأملئي دناياي زهراً تقطفي الضحكات ثمراً
فأنا دونكِ كهلاً ضاق من عمر يطول
انزعي مني الأنين
وخذي عمر السنين
أنت يا عمري ذاتي بُعدكِ الذكريات
تملئ الغرفات ضحكك
العابك .. خربشات
نسمك مني تهادى رسمك ناداني دادا
قبليني يا ملاكي قبلي بابا الحزين
إحضني بابا الحزين
هُم يُدونون على جِباهنا ما يُريدون
وفي قلوبِنا غصة الرحيل والأنين
وعبق الرياحيين
هُم في الصدورِ يُدونونَ الشجن
والدموعُ الثكلى تُسّطِرُها العيون

Saturday, June 11, 2011

أُذكريني


إذا ما مرت الأيّام تحمِلُ ذكرى ماضٍ يعْبقُ بأريجِ الزّهور
وإذا ما التقتْ بعينيّ عيناكِ بيومٍ أضحى لقاءَنا فيهِ فجور
إذا ما دقتْ السّاعةُ تُعلن وقتها مرّ الدّهور
فهناك أُذكُريني
كلّما هبّتْ النَسمةُ تَخترِقُ النُّحور
وتعالِ قربَ رسمي
قبليني
فأنا ما عدتُ لدُنياكِ أحور
وقفي في كلِ يومٍ
كلّميني
بدّدي شِعريَ قبلَ الحُضور
وامزُجي بالدّمعِ آياتَ شِعري
وانثُريها فوقَ هاماتِ القبور

إن جلستِ في ليلكِ الهادي تُمنّي نفسَ مَنْ كان يُمنّى بالنّذور
لا تمنّي النّفسَ منّي
قد فُجعتِ
وأرتوتْ من دميَ شطآن البحور
لا ترومي الوصلَ منّي ..
قد خابَ التّمنّي
فعِقابَكِ ينهشُ قلبي والصقور
قفي للحظاتٍ ...
وودِّعيني ....
وأملئي حَدْقَ عَيناكِ من دمعٍ يفور

Tuesday, June 7, 2011

عشق الخضيراء


ومَنْ ذا يُحِبُ وِصَال الأماني
إذا لَمْ يُقاسي بُلوغَ المرام
ومن ذا إذا لم نَدُعْهُ يُعاني
تَعالى على جُرحِه والسقام
تجرد حبه قصد المُعاني
وألقى بلحظٍ يروم السلام
وكُنْتُ إذا ما سَقِمتُ أتاني
فأغْرَقَ دَمْعَهُ كُلَّ الأنام
وأنشد وجداً رقيقَ المَعاني
واحنى بقوسه غيظ اللئام
وانْهَلَّ مِنْ ثَغْرِه كالجمان
نسيج الحروف وعلم الكلام
وأعْطَرَ مِنْ نَديهِ وسقاني
وروى بسُقياه كُلَّ الغَمام
فهذا الربيع بداء رماني
وعشق الخُضيراءَ أمسى سهام

الوفاق والإتفاق


 

الوفاق والإتفاق بالزواج
لدي صديق ساخر يأتي لمكتبي كلما طرأتُ على باله لتناول القهوة ومبادلة الأحاديث وما يدور في البلد من هموم السياسة والإقتصاد المتردي وغيرها من مشاكل الحياة المتفاقمة.
لكنه في الأمس جاءني وقد مضى على غيبته عني ما يقارب الشهر أو يزيد، وبعد تبادل التحيا والمقدمات المتعارف عليها وأثناء حديثنا وجدته على غير عادته وهو معدود بين أصدقائه من أصحاب القلم الساخر واللسان اللآذع، لكنه كان في مجلسه هذا على غير عادته يميل إلى اختصار ردوده ويبدو ساهياً عما يدور حوله وما نتناوله من أحاديث وقفشات ضاحكة، كانت حالته هذه واضحة على محياهز
إنتحيت به جانباً عن أصدقائي وطلبت منه إخباري بما في نفسه لكنه رفض إخباري بأي شيء، وبعد إنفضاض اللقاء بمدة تقارب الساعة إتصل بي صاحبي هذا يطلب لقائي على حدة دون أن يكون هناك طرف آخر، أي موعد لا يتشارك به سوانا أنا وهو وأجبته بالطبع لما طلب متوقعاً أنه في ضيق مادي وبأنه مُحرج، لذا وضعت بعض النقود في جيبي وذهبت للقائه عندما حان الموعد أو كاد.
لم تكن سحنته قد تبدلت عندما أقبل علي في سلامه قائلاً بالله عليك أعذرني يا صديقي أرجوا أن لا يكون موعدي معك سبباً لضيق في صدرك أو ملهاة عما أنت به من مشاغل، فأجبته أنني أريد لقائه كما هو يريد لأنني توسمت في نفسه الضيق وأظهرت له أنني أُريد المساعدة بما أستطيع ....
لكنه بقي على صمته لمدة أضطررت معها إلى مفاتحته بالموضوع .
- ما بك يا صديقي أخبرني هل أنت بحاجة لنقود، قل لي كم هو المبلغ فالحمد لله طلبك إنشاء الله موجود، فأجاب والبسمة على شفاهه لأول مرة لا.. لا .. يا صديقي ليت مشكلتي تتعلق بالنقود ولكنها... وصمت القبور ..
- حسناً لا أحد هنا أخبرني .. أخذ يشرح لي أنه محرج من الكلمات ولا يعلم كيف يبدأ حديثه .. فطلبت منه أن يهدأ ويرد على أسئلتي بنعم أولا
- هل الموضوع يتعلق بالحكومة فأجاب الحكومة نعم ولا ساخراً
- فضحكت من كلمته هذه متسائلاً كيف نعم ولا فأجاب حكومة نعم ولكنها ليست الدولة ضاحكاً نعم أقصد زوجتي أنا أسميها وزارة الداخلية فأجبته وأنا أيضاً إذا ما بها؟ عاد لجديته قائلاً ما سأقوله لك أرجو أن لا يعلم به أحد ولولا ثقتي بك لما كلمتك بالمسألة ولولا أن المسألة زادت عن حدها لما يفوق طاقتي لما تجرأت وحدثتك بها... ونظر إلي متبسماً رافعاً إصبعه وكأنه يشهد الله على ما يقول..
- منذ حوالي الشهر حدث كلام بيني وبين زوجتي (ضاحكاً) .. والله لا أعلم كيف أخبرك بالموضوع... وبعد فترة من الصمت عاد ليخبرني بأنه عادة يعود إلى المنزل ويكون طفله الصغير مازال صاحياً يلاعبه ويداعبه حتى تأخذه أمه للنوم بعد إحضار العشاء له، وفي مرة من المرات قال لها مازحاً وقد عاد للمنزل ولم يجد الطفل صاحياً، لما الطفل نائماً ؟ فأجابته بدلع: لكي أتفرغ لك ...فأجابها إذن هو مرسال منكِ إليَّ لأعلم أنكِ تريدين التفرغ لي: فهزت رأسها بالإيجاب.
- قال لي ضاحكاً ومن يومها يا صديقي لم أعد أرى الطفل مساءاً إلا نائماً ... ولا أدري ماذا أفعل ..