Sunday, March 17, 2013

لورد بايرون - الليلة الأخيرة


مقتطفات من قصيدة مُطوّلة عن اللورد بايرون الشاعر الإنجليزي الثائر في ليلته الأخيرة باليونان. بقلم أحمد توفيق أنوس

1-
سَأَعُوْدُ مُتَأَبِّطاً سُوَيْعاتَ نَحْرِيْ
لأنْتَشِيْ والْخَمْرُ مِنْ شِقَّيْها

فَلَمْ يَعُدْ لِغَيْرِ مِحْرابِها عُمْرِيْ
وَلَمْ يَعُدْ لِيْ بَعْضُ ما فِيْها

كَأنَّها والأمْسُ لَمْ تَكُنْ
ولَمْ ألْقَها أبَدا
فَمَا الحُزْنُ إلآ جَنْدلٌ فِيَّا

أتَرْتَقِبْ، وقَدْ عَفَى
رَسْمٌ لِذِكْرِيْ أوْ صَدَى لِيَّا؟


كَأنَّنِيْ وَالْشَّيْبُ صَبَّا
أَغَرَّهُ الْطَيْشُ شَقِيَّا

أُعانِقُ الأرْياحَ نَهْزاً
وأسْبِقُ الْدَّهْرَ سَرِيَّا

كَأَنَّنِيْ وَاللَّيْلُ غَمْضٌ
وَالْكَرَى والأفْقُ غَيَّا

مُعَتَّقٌ والخَمْرُ صِرْفاً
مِنْ رُضَابِ الشِّعْرِ رَيَّا

سَأعوْدُ لأخْتليْ والْدَّهْرُ طَيَّا
والْجَنَى غَضًّا طَريَّا

2-
تُراقِبُ الأقْدَارُ عُمْرِيْ
وتَنْتَقِيْ مِنْهُ الرَّضِيَّ

وتَسْفَحُ الأيّامُ ظَهْرِيْ
لأرْتَضِيْ فِيْهِ الرَّدِيَّ

سَأطْرُقُ الأهْوالَ طَوْعاً
وأعْتَلِيْ فيْها الثّرَيَّا

فَهَلْ تُراهُ العُمْرُ يَبْقَى
وهلْ تُرَى الغَيْبُ حَفِيّا؟

سَأعُوْدُ لأحْتَفِيْ فِيْها وَفِيَّا
وأذْرِفُ الدَّمْعَ أبِيَّ

سَأصْطَلِيْ فيْهَا جِمَاراً
وأقْطِفُ الرَّطْبَ جَنِيَّا

لِنَنْهَلَ الشّهْدَ سَوِيّاً
وأَعْتَلِيْ مَا دُمْتُ حَيَّا

فَهَلْ أبْقَيْتُ مِنْ عُمْرَيَّ نَزْراً
لأرْتَجِيْ والْوَصْلُ شَيَّا

3-
أتُراها أطْلَقَتْ قَيْدَ الجُنُوْنِ
وأسْبَلَتْ غَيْرَى عَدِيَّ

أمْ تُرى يا عُمْرُ مِثْلِيْ
لَمْ تُبِحْ لِلْجَمْرِ شَيَّا

أتُراها أغْدَقَتْ دُوْنِيْ الشّرُوْدَ
وأعْتَقَتْ بَعْدِيْ نَدِيَّا

أتُراها أغْمَدَتْ سَيْفَ الْظّنُوْنِ
وطَلّقتْ رَيْباً عَرِيّا

هلْ تَدَاعَتْ كالطّلوْلِ
بَعْد عَلْياءٍ دَنِيَّا

أمْ تُراها كالْشُّمُوْسِ
أغْدَقَتْ نُوْراً سَنِيَّا

تُجَرِّدُ السَّيْفَ وتُبْقِيْ
للْرَّدَى غَمْداً عَصِيَّا

No comments:

Post a Comment