Friday, May 10, 2013

شجون

يتربع الليل أمامي صامتاً طيلة الأمسية الزاخرة بعبق سجائري، وفنجال قهوتي يترنح بين الأصابع منادياً شفتيَّ، فيما يجول الفكر بذاك العالم النائي المشع يطارد النجوم في شغف الوليد، ويحوم فوق تلال أحلامي تلك التي لم يتأتى لي يوماً رؤيتها، ولم يكن سوى سرابٍ تحتفي به عيناي من أمدٍ بعيد


هي لحظة تختار المصير، ذاك القابع فوق قمة الزمن يختال ضاحكاً من اليأس الذي اعتراني ويكيل صنوف الأيام الرديئة وبعض عذابات خبأتها لي الأقدار، لم تعد شفتاي تتلمس طريق الحروف إليها وأضحى للصمت غواية في ثناياها يلوكها في نهم لساني، وبعض إرتعاشات ترتسم نابضة بين حين وحين يعاودها وتختفي بظل سحابة أطلقها دخان سجائري وزفير آهاتٍ يتردد صداها في جوفي مجلجلة كأنها طرق يأتي من مكان سحيق، أيسمعها ذاك الليل المشرق في عيوني؟

لم يعد السكون يُرضيني ولم تعد خواطر الصمت ترائيني فقد أزف المصير، لم يعد للعواطف معنى ولم يعد للحياة فتنة فقد تلاشى في الأسى نزق الإنتشاء وعمّ الصفحات شجو الأنين.

No comments:

Post a Comment