Monday, March 25, 2013

الرسالة الأخيرة

الرسالة الأخيرة- كما تخيلتها - من ديوان اللورد بايرون- في رسالة لزوجته - بقلم أحمد توفيق أنوس


 

                  أحَقّاً تَقُوْلِيْ بِأنَّ الْسَّراب
                                           تَرَقْرَقَ يَوْماً عَنْ الرَّاصِدِيْن

                  أشِيْعِيْ بِأنِّيْ مَضَيْتُ بَعِيْداً
                                           وَرُدِّيْ لأجْلِيْ وَصُدِّيْ الْحَنِيْن

                  أشِيْعِيْ بِأنَّ الْسِّنِيْنَ تَهادَتْ
                                           وَأَضْحَتْ كَعُمْرِ الْثَّرى لا تَلِيْن

                  فَبَيْنِيْ سَرابٌ وَعُوْدِيْ هَلاكٌ
                                           وَقَلْبٌ طَواهُ الْرَّدى وَالْأنِيْن

                  وَعُذْرِيْ بِأنِّيْ رَجَوْتُ طَوِيْلاً
                                           فَهَلْ مُسْتَكِيْنٌ لِباقِيْ الْسِّنِيْن

                  أرَدْتُ اعْتِكَافً وَرُمْتِيْ نُذُوْرا
                                           فَحَالَتْ صُرُوْفٌ بِنا كُلَّ حِيْن

                  أشيْعيْ بأنّيْ اقْترفْت الْذّنوْبا
                                           وَأنِّيْ وَهَبْتُ الْعَذارى عَرِيْن

                  وَأنِّيْ نَهَلْتُ الْشِّفاه الْرُّضاباً
                                           وَأنِّيْ قَدِيْماً مِنَ الْزاهِدِيْن

                  وَأنِّيْ رَجَوْتُ اعْتِناقَ الْمَنايا
                                           وَصُنْتُ الْوَصَايا مِنَ الْطَّامِعِيْن

                  فَهَلّا غَفَرْتِيْ وَعِفْتِ الْظَّنُوْن
                                           وَجُبْتُ الْعِتاقَ الْنَّدامى رَهِيْن

Sunday, March 17, 2013

لورد بايرون - الليلة الأخيرة


مقتطفات من قصيدة مُطوّلة عن اللورد بايرون الشاعر الإنجليزي الثائر في ليلته الأخيرة باليونان. بقلم أحمد توفيق أنوس

1-
سَأَعُوْدُ مُتَأَبِّطاً سُوَيْعاتَ نَحْرِيْ
لأنْتَشِيْ والْخَمْرُ مِنْ شِقَّيْها

فَلَمْ يَعُدْ لِغَيْرِ مِحْرابِها عُمْرِيْ
وَلَمْ يَعُدْ لِيْ بَعْضُ ما فِيْها

كَأنَّها والأمْسُ لَمْ تَكُنْ
ولَمْ ألْقَها أبَدا
فَمَا الحُزْنُ إلآ جَنْدلٌ فِيَّا

أتَرْتَقِبْ، وقَدْ عَفَى
رَسْمٌ لِذِكْرِيْ أوْ صَدَى لِيَّا؟


كَأنَّنِيْ وَالْشَّيْبُ صَبَّا
أَغَرَّهُ الْطَيْشُ شَقِيَّا

أُعانِقُ الأرْياحَ نَهْزاً
وأسْبِقُ الْدَّهْرَ سَرِيَّا

كَأَنَّنِيْ وَاللَّيْلُ غَمْضٌ
وَالْكَرَى والأفْقُ غَيَّا

مُعَتَّقٌ والخَمْرُ صِرْفاً
مِنْ رُضَابِ الشِّعْرِ رَيَّا

سَأعوْدُ لأخْتليْ والْدَّهْرُ طَيَّا
والْجَنَى غَضًّا طَريَّا

2-
تُراقِبُ الأقْدَارُ عُمْرِيْ
وتَنْتَقِيْ مِنْهُ الرَّضِيَّ

وتَسْفَحُ الأيّامُ ظَهْرِيْ
لأرْتَضِيْ فِيْهِ الرَّدِيَّ

سَأطْرُقُ الأهْوالَ طَوْعاً
وأعْتَلِيْ فيْها الثّرَيَّا

فَهَلْ تُراهُ العُمْرُ يَبْقَى
وهلْ تُرَى الغَيْبُ حَفِيّا؟

سَأعُوْدُ لأحْتَفِيْ فِيْها وَفِيَّا
وأذْرِفُ الدَّمْعَ أبِيَّ

سَأصْطَلِيْ فيْهَا جِمَاراً
وأقْطِفُ الرَّطْبَ جَنِيَّا

لِنَنْهَلَ الشّهْدَ سَوِيّاً
وأَعْتَلِيْ مَا دُمْتُ حَيَّا

فَهَلْ أبْقَيْتُ مِنْ عُمْرَيَّ نَزْراً
لأرْتَجِيْ والْوَصْلُ شَيَّا

3-
أتُراها أطْلَقَتْ قَيْدَ الجُنُوْنِ
وأسْبَلَتْ غَيْرَى عَدِيَّ

أمْ تُرى يا عُمْرُ مِثْلِيْ
لَمْ تُبِحْ لِلْجَمْرِ شَيَّا

أتُراها أغْدَقَتْ دُوْنِيْ الشّرُوْدَ
وأعْتَقَتْ بَعْدِيْ نَدِيَّا

أتُراها أغْمَدَتْ سَيْفَ الْظّنُوْنِ
وطَلّقتْ رَيْباً عَرِيّا

هلْ تَدَاعَتْ كالطّلوْلِ
بَعْد عَلْياءٍ دَنِيَّا

أمْ تُراها كالْشُّمُوْسِ
أغْدَقَتْ نُوْراً سَنِيَّا

تُجَرِّدُ السَّيْفَ وتُبْقِيْ
للْرَّدَى غَمْداً عَصِيَّا

Thursday, March 7, 2013

لِمَنْ تكْتُبُ الْأشْعَارَ تسْألُنيْ

لِمَنْ تكْتُبُ الْأشْعَارَ تسْألُنيْ
تَتَرَقَّبُ فيْ الْصَّمْتِ الرَّدَّ
وتَلْفَحُ وجْهِيْ بِعَيْنيْها
ترْتَعِشْ، معَ النَّظْرة الْكَلِمَات
هلْ يَغْفلُ الْغارِفُ مِنْ شِعْرِيْ
نبْضَ الإحْساس، أسْألُها
تَتَلَفّتُ فِيْ الصّمْتِ طويْلاً
وتُشِيْعُ الْبَسْمَة على الْشّفَتَيْن
والْشَّكَّ يُحَاكُ بِطَرْفَيْها
تَغْرِزُ فيْ الشَّعْرِ أنَامِلَها
تَتَأمَّلُ فِيْ الرُّكْنِ مَرايا
بِضْعَةُ أقْداحٍ لِلرّاحِ
والأُخْرى أُعِدَّتْ لِلشَّاي
وهُنَاكَ قَوارِيْرُ الْعِطْر
يَمْتَلِئُ العُقْب خَوَاء
تَخْتالُ الأُطْرُ على الرَّفِّ
قُرْبَ الشُّبَّاكِ يُجَلِّلَها
كُتُبٌ وصَحَائِفُ شُعَراء
فِيْ الأَعْلى تَرَبَّعَ بُوْشكيْن
فَارِسْ، ونَشِيْدُ الْبُولْتَافا
وبِقُرْبِهِ سَاعَاتُ الْكَسَلِ
وكُوْمِيْدِيَا الأَخْطَاءَ وهَمْلت
وعَديْدٌ مِنْ كُتْبِ الْأُدَبَاء
والنَّظَرُ يُرَفْرِفْ كَفَراشٍ
فَوْقَ الْعَتَبَات
تَتَأَنَّى لِتَمْلأَ عَيْنَيْهَا
رفْد الْعُظَمَاء
فِيْ الجَانِبِ بعْض قُصَاصَاتٍ
تَحْلَمُ فِيْ طَيِّهَا آمَال
تَعْلُوْهَا رُسُوْمٌ إفْتَرَشَتّ
ثُلْثا وجِدَار
وأَشَارَتْ لِلرُّكْنِ بَعِيْداً
حَيْثُ لِفافاتٍ غَبْرَاء
يَعْلُوْهَا الصَّدَأُ وأَحْزَانٌ
تِبْرَ الأيّامِ وأَصْدَاء
أنْجَبْتها فالقَيْدُ مُرابيْ
صَيْحَةُ فَلاَّحٍ مَرَّ بيْ
صَرْخَةُ إنْسَانٍ إنْسَان
إنْفَضَّتْ أرْوَاحٌ عَذْراء
لِيَخْتَمِر الشَّهْدُ وتخْضَرُّ
خَطْو الْبُؤَسَاء
ولِفَافَة تَبْغٍ مُهْمَلَةٍ
تَحْتَ الأنْقَاض...
تَسْألُنِيْ والصَّحْو غُبارٌ
والدّمْعُ النّازِف والْرِّقُّ
ثَوَابَ الْأُجَرَاء
تَسْألُنِيْ والفِكْرُ أسِيْرٌ
وأنِيْنٌ لِلْحَقْلِ وثَكْلَى
والرَّبُّ بَرَاء
مَنْ يَسْمَعُ حَرْثَ الأَثْدَاء
والْعُرْسُ عَزَاء؟
فالْطّفْلُ يُغَنَّجُ بالدّم
والْمَوْتُ يَذْبَحُ كالشَّاةِ
عُقْرَ الْفُقَراء
تَسْألُنِيْ وخَرِيْفُ تَدَلّى
بيْنَ الأشْجَار
مَنْ شَاهَدَ حَابيٌّ مَرَّ
والْغُصْنُ عَرَاء؟
يَنْتَفِضُ الْثَّلْجُ إنْ مَرْجاً
أنْجَبَ بُرْكان، أسْأَلُها
هَلْ سَقْطٌ كَان الأبْرَار؟
هَلْ تُمْطِرُ صَحْراءٌ جَرْدا
خُبْزاً وثِمَار؟
تَنْسَلُّ مِنْ جَيْبِ حَقِيْبَتها
فِتْنَةُ أقْنِعَةٍ وسَرَاب
والْكُحْلُ يُبَهْرِجُ جَفْنَيْها
فِيْ الْخَدِّ تَضَرَّجَ وانْسَاب
فالْعَيْنُ تَوارتْ والْدّمْعُ
نَزْفٌ ودِمَاء
تسْألُنِيْ وتُبِيْحُ الْهَمْس
والْنَّحْبُ رَجَاء
إنْ تَطْرُق أبْوابَ الْمَجْد
فالْشِّعْرُ رِداء
والحُرُّ يُكَفْكِفُ أدْمُعهُ
نَسْم الْشُّهَداء
أسْألها الشِّعْرُ مِراء؟
هلْ نبْضُ الإحْساس وسخْطيْ
إلّا لبلاء؟
لا أطْلبُ مجْداً يذْكرنيْ
بيْن الغوْغاء
فأنا أخْصَبْتُ وعصْريْ
قبْل الإرْواء
وحرْفيْ يُقَلِّده الدّهْر
نوْراً وبَهاء
لا أكْتُبُ شِعْراً لأُغَنّيْ
نَزْو الشُّعَراء
بلْ أنْزِفُ والرّوْيّ لأنّيْ
صوْت الْبَؤَسَاء