جمهورية الموز ... آسف .... Banana

من عادتي في كل إسبوع إصطحاب زوجتي لتناول طعام العشاء في الخارج إذ أنني أعمل في المكتب لساعات طويلة بينما هي تكمل دراستها في الجامعة وما اقوم به هو نوع من التغيير الذي لا بد منه لكسر الروتين الإسبوعي الذي نعيش ونحيا به، وفي احدى هذه المرات وبينما نحن نتناول طعام العشاء في إحدى الفنادق الكبرى في الكويت في مثل هذا اليوم من سنة 1985 ترائى لي أن نقوم بزيارة برية إلى لبنان لتمضية بعض الوقت وإعادة ضخ بعض الحيوية لحياتنا الممتلئة بالروتين لذا توجهت لها بالسؤال عما إذا كانت تحب قضاء فترة الأعياد القادمة في لبنان فكان جوابها بالطبع الموافقة وبدا الفرح والسرور على وجهها لذا طلبت منها تحضير ما يلزم من الملابس وغيرها مما يستلزم للسفر براً إلى لبنان، وبالفعل أنهيت إصدار الأوراق الخاصة بالسيارة في اليوم التالي وما أن صلينا العشاء حتى إنطلقت بنا السيارة تتوجه إلى لبنان عبر الحدود الكويتية السعودية ومن ثم إلى الأردن وبعدها إلى سوريا، ولم يمضي من الوقت حوالي سبعة عشرة ساعة إلآ ونحن داخل مدينة طرابلس أمضينا عشرة ايام في التنقل بين الأهل وزيارة بعض المرافق السياحية هنا وهناك، وفيما نحن بصدد العودة إلى الكويت تعرض وحيدنا الصغير آنذاك إلى المرض وبدا مما هو به أنه يعاني من السعال والرشح فنصحني قريب لي يعمل طبيب بدواء وأن آخذ معي بعض من ثمار الموز لتناوله في طريق العودة حيث أنه كان يرفض تناول أي طعام آخر مما نقدمه له، لذا إبتعت بعض من هذه الثمار المتوفرة وتوجهت في طريقي عائداً إلى الكويت بعدما قمنا بتوديع الأهل والأصحاب ....
ما أن وصلنا إلى المعبر الحدودي السوري تحت توجهت كالعادة لتخليص معاملة السيارة وجوازات السفر ومن بعدها التوجه إلى الجمارك السورية ، لكنني ما ان وصلت حتى طلب مني موظف الجمارك تعريف ما لدي من أشياء وأغراض وعندما بينت له أن ما لدي هو بعض الملابس لي ولأفراد الأسرة وبعض الطعام لا غير... أصرَّ على تفتيش السيارة وهذا حق له... وبالفعل طلبت من زوجتي النزول من السيارة لتمكين الموظف من تفتيش السيارة كما طلب..
فوجئت به يحمل كيسي الموز ويضعهما على طاولة بجانب السيارة وممن ثم يطلب مني توضيحاً بشأن ما بهما .. فأخبرته ضاحكاً إنها ثمار الموز ... قال: إذن أنت تعترف بأنك تهرّب الموز إلى سوريا ... بالطبع لم آخذ كلماته على محمل جديّ لذا قلت له ضاحكاً نعم أعترف وبقوة ... وهنا جاءني سائق سيارة أجرة لبنانية وأخبرني بأن ما قلته سيعرضني للمساءلة وبأن تهريب الموز هو جرم يعاقب عليه القانون في سوريا... لكنني اوضحت له أننا نتكلم عن الموز وليس عن الحشيش وما لدي منه لا يزن أكثر من أربعة كيلو...
تبين لي فيما بعد وعند مقابلة المسؤول عن المركز الجمركي هذا أن الموز ممنوع إستيراده لسوريا لأسباب سياسية إقتصادية وأنه يُمنع دخوله إلى الأراضي السورية...