Friday, July 6, 2012

النساء ... مصانع الرّجال


الكثير من النساء يبحثن عن رجل ذي مواصفات لا تتوفر إلآ بمخيلتهن ... فارس شهم يأتيهن محارباً على صهوة جواد أبيض وفي جعبته الأحلام والآمال ينثرها في سماء صافية مقمرة معبقة بعطر الياسمين يفرش لهنَّ الأرض وروداً وأقاحي ويزرع لهنَّ دروب المجد والعلا... 
محباً، مخلصاً، ودوداً، متسامحاً، ذا أنفة وشموخ، رومانسي، تشعر برجولته ويُشعرها بأنوثتها، شهم يحمل الكثير من الأخلاق الحميدة التي يفتقر إليها رجال هذا الزمن لكنهن ينسين أن معظم المواصفات لا تتوفر إلآ في أحلامهنّ لا غير فالواقع الملموس المطعّم بظروف الحياة ومشاقها يأبى أن يمنحهنَّ ما أردن، ذلك أن الأماني والأحلام أمر والحقيقة شيء لا يتفقان في أحيان كثيرة... 
ومن البديهي بالطبع أن تبحث المرأة الواعية الصالحة في شريك حياتها عن مواصفات الرجل العصامي ذي الأنفة الذي يأبى الضيم، الشهم الذي يُعارك الحياة فيكون لها شريكاً وسنداً حامياً وزوجاً عطوفاً محباً، خلوقاً وأباً صالحاً لبنيها وذريتهما...
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ... لماذا ؟؟؟ أهو قول مرسل أم حقيقة واضحة ...؟ لنرى
الأم الصالحة هي مدرسة يتخرج على يديها النشئ الصالح ويربى على الأخلاق والمثل الكريمة فالطفل بين يديها وأناملها كالصلصال بين يدي العامل الفنان الماهر يشكله كما يريد ويضع به من الحرفة ومن علمه وفنه ما يريد ولا يخرجه إلآ كاملاً حسبما كان يخطط له، وكذلك الطفل يرتشف الأخلاق والمثل والتربية الصالحة من مربيه فالطفل إبن بيئته يمتص ما يسمعه ويراه أمام عينيه ويختزن في ذاكرته ووعيه ما يفهمه من محيطه وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه بنية شخصيته لمراحل حياته القادمة.
مما تقدم نفهم أن تربية الطفل مهمه لتكوين شخصيته التي سيقابل بها المجتمع والبيئة التي يعيش بها ويصادفها، فمن تربى على القيم والأخلاق الحميدة لن يكون إلآ متمثلاً بها في قادم أيامه وعمره ومن تربى على غيرها فهو وما تربى عليه.
لذا فمن واجب الأب أن ينتقي لأولاده أماً صالحة وأن يعلمهم ويحسن تربيتهم ...
إذن الأساس في ما نقول هو التربية وهذا أمرٌ مناط بالأم إذ أن الطفل لا يفارق أمه في سنوات عمره الأولى وهي الفترة الحرجة التي منها يمتص أسس شخصيته التي تتشكل وتُبنى بداخله وفي نفسيته.
إنَّ الكثير من الأمهات يعتنين بالطفل الذكر أكثر من إعتنائهنَّ بالأنثى ... ويميزن الذكر بالمعاملة والإعتناء ليمنحن الذكر منذ الصغر القوامة الكاملة على أخواته ويفضلنه على أخواته في العديد من الأمور وهنّ بهذا الأمر يرتكبن في حق أنفسهنَّ وحق بناتهنَّ الكثير من الأخطاء التي من الممكن أن تؤدي إلى زرع عقلية الإستبداد وتفضيل النوع والإستعلاء في نفوس الذكر ...
الذكر وإن كان له دوره في هذه الحياة فالأنثى لها أيضاً دورها والذي لا ينقص عن دور الذكر بأي حال من الأحوال فلكلٍ منهما دور وحصة تتكامل بهما دورة الحياة ولا تفضيل بينهما بما يفعلان ... لكلٍ دور مهم في عجلة الحياة ... لكن إن تقاعس أحدهما عن أداء دوره والمهمة الملقاة على عاتقه تخلخلت دورة الحياة وأصبحت نشازاً غير مرغوب.
منذ بدء الحياة تقاسم الذكر والأنثى أعباءها، فكان دور الذكر هو الصيد والحماية وتوفير السكن، ودور الأنثى الإنجاب والتربية والإهتمام بالسكن، لذا فنرى أن التكامل هنا لا يمكن أن يكون إلآ بتعاونهما معاً لبناء مجتمعهما الصغير مهما تطورت المدنية فلا يستطيع أحدهما الإستغناء عن الآخر بصورة أو بأخرى...
لذا فمن المهم أن يعتني المجتمع بتعليم الأنثى كما الذكر دون تفاضل بينهما ..
وأقول عندما تريد إحدى الأناثي الحالمة ذكراً يحمل صفات معينة لا تجدها في من تقدم إليها فأرجو منها أن تقوم بعد إنجابها لطفل ذكر أن تعلمه ما أرادته من فارس أحلامها الذي لم تجده في محيطها حتى يتسنى لأنثى أخرى حالمة أن تحظى بما لم تحظى هي به عندما تزوجه إياها إن شاء الله تعالى ..
لذا فأنا ارجو من النساء إن أردن رجالا رجالا "لا ذكران فقط" أن يكُنَّ نساءاً نساءاً حتى يستطعن إنجاب الرّجال وشكراً.

No comments:

Post a Comment