Sunday, September 2, 2012

إيران والديمقراطيات الناشئة في الشمال الأفريقي - تونس مثلاً

من يريد اجهاض الثورة التونسية؟

شهدت الساحة التونسية مؤخراً تحركاً غيرَ مُعتاد وغيرَ مسبوق أيضاً وربما يكون أمراً طارئاً على الواقع التونسي .

تونس قاطرة الثورات العربية، صاحبة الثورة الأنظف كما يُلقبها الإعلام الدولي، لقد فوجىء العالم الخارجي بهذا الحراك الذي طفح على الساحة السياسية عبر تشابك وتداخل أطراف خارجية مع أيادي داخلية تحاول إجهاض الثورة التونسية.

ومثلما شهد المراقبون الدوليون بنزاهة الإنتخابات التي جرت مؤخراً وشفافيتها وثمّنوا ولادة التجربة الديمقراطية الحديثة والاولى في العالم العربي، خاصة وقد حاولت هذه التجربة الوليدة شق طريقها بثباتٍ وخصوصية دون إنتحال او السماح بتدخل أطراف أجنبية.

لكن يبدو أن هذه الأخيرة لم يرق لها إشعاع هذه التجربة الوليدة فحاولت تحريك ما لديها من قوة مالية وروح عقائدية ومذهبية في إرباك الوضع التونسي ربما لتقتل بوادر ثورات عربية مستقبلية في مهدها.

للمجتمع التونسي ميزة هي التجانس فأكثر من 99 بالمئة من الشعب التونسي، هم من العرب المسلمين ويتبعون المذهب السني المالكي، لكن ما راعنا في الفترة الاخيرة هو ظهور حركات يرتدي بعضها الفكر الوهابي وبعضها الآخر الفكر الشيعي لدرجة أنه وقعت مواجهات مسلحة بين جماعات من أهل السنة وغيرهم من الشيعة في بعض المدن التونسية ولا سيّما الجنوبية منها. وهذا الانفلات الامني الكبير قد يضع تونس على حافة حرب أهلية مذهبية لا تلاءم ذاك التناغم والتجانس المعروف به النسيج الاجتماعي التونسي.

وفي تصريح لعبد الفتاح مورو لاحد الوكالات العالمية، وبين لغة التهديد واللين جاءت كلماته التي وجهها لأطرافٍ خارجية مهدداً إياها ومحذراً من المسّ بعقيدة التونسيين عبر التمويل المالي والغسيل الدماغي وأن هذا يفتح الباب بتحريك نفس الامر لدى البلدان الممولة لهذه الجماعات ... كما أن تصريح حكومي تونسي وجه إتهام لسفارة إيران مُتهماً إياها بالتحريض ومحاولة زعزعة الإستقرار الاجتماعي عبر الترويج للتشيع بإستقطاب أطراف معينة يُسهل تدجينها ...

إن هذا الحراك وإن كان من جهةٍ يعكسُ حيوية المجتمع التونسي الاّ أنه أيضاً يطرح أسئلة عدّة لعل أهمّها:
1- من المستفيد من أشعال حرب أهلية مذهبية في تونس ؟
2- مدى نفوذ أطراف أجنبية في الشأن التونسي الداخلي ؟
3- بماذا نفسرّ تراخي الحكومة التونسية والترويكا عامة، فهل هذا التراخي يدخل ضمن التهيىء للإنتخابات القادمة والحرص على الفوز قبل الدخول في مواجهات مع هذه المستجدات ؟
4- إلى أيّ مدى يُمكن للمجتمع التونسي الإنسياق خلف هذه التجاذبات ؟
5- وأخيراً ما الأسباب التي ساهمت في بروز هذه الظاهرة على الساحة التونسية، وهل هي طارئة، دخيلة أم أصيلة ؟؟؟

يبقى الوقت وقُدرة كل الأطراف على إستيعاب هذه الأحداث هو المحك الحقيقي لإختبار مدى فاعلية التجربة الديمقراطية التونسية الناشئة ....

No comments:

Post a Comment