Sunday, August 26, 2012

أهل السنة والحقيقة المرّة في الشام


السنة والحقيقة المرّة

ما الذي أطال أمد الثورة السورية وما هي معوقات نجاحها وهل حقاً ما يقال بأن السعودية وقطر وبلدان الخليج العربي يقدمون المساعدات المالية والعسكرية للجيش الحرّ؟ 

ما دور الحكومة السعودية في إطالة أمد الثورة في سوريا وما هي المخاوف التي تسببت بإطالة أمد هذه الثورة وهل حقاً بإستطاعة السعودية وتوابعها من بلدان الخليج العربي إنهاء الصراع في سوريا بأقرب وقت ممكن ؟ 

المعلومات المتوافرة لديّ تُخبرني بأن الموقف السعودي من الأزمة في سوريا كان ولم يزل لم يتغير من قبل مؤتمر مكة وبعده سوى بشيء من التفاهم مع القيادة الإيرانية حول بعض القواسم المشتركة ومازالت القيادة السعودية تعتبر أن المجاهدين في سوريا من أهل السنة هم أخطر من النظام البعثي المجرم بسبب توجههم الجهادي الذي لا يقبل المساومة ولا الوصاية الغربية.

لقد تعرض عدد كبير من قيادي المجاهدين في الداخل السوري إلى ضغوط شديدة للقبول بالمخططات الأميركية مقابل دعم مالي وعسكري فرفضوا، وعندما يأسوا من قيادي الداخل قرروا الضغط على العقيد رياض الأسعد للقبول بإحدى الشخصيتين المدعومتين من قبل السعودية وأميركا وهما طلاس ومصطفى الشيخ وكما هو معروف فأحدهما مدعوم من قبل الحكومة السعودية والآخر أميركياً، لكن قيادات الداخل السوري أثبتت أنها أكثر وعياً ووطنية، فرفضت أخذ التعليمات من الخارج حتى بالتصريحات التي لا تعرّف إلآ برياض الأسعد قائداً للجيش الحرّ، لذا فقد أصبح فرض هاتان الشخصيتان عديم الفائدة، لهذا السبب لم يحصل الجيش الحرّ ولآ أيّ من فصائله أومجموعاته المختلفة في أية منطقة في سوريا على أيّ دعم مالي أو سلاح لا من الحكومة السعودية ولا من أيّ حكومة أخرى شرقية كانت أو غربية، ولم تكتف الحكومات بذلك بل أنها قررت إستخدام السلطة لمنع وصول أيّ دعم للجيش الحرّ والمجاهدين، بل كانت ومازالت السعودية أكثر الدول حماساً في تطبيق هذا القرار، وكما قلت فقد تعرض عدد من قيادات المجاهدين في الداخل السوري إلى ضغوط شديدة للقبول بالخطط الأميركية مقابل دعم مادي وأسلحة نوعية متطورة خاصة مضادات الطائرات فرفضوا، عندها لجأت الحكومة السعودية لحيلة فيها تكرار لتجربة الصحوات في العراق، وذلك بإنشاء مجموعات مدعومة مادياً بقوة عسى أن تكتسح المجموعات الأخرى وتبتلعها لذا فقد إستعانت الحكومة السعودية بشيخ سوري موالي للنظام السعودي من أجل تشكيل هذه المجموعات وبالفعل تشكلت هذه المجموعات بشكل بدائي وبدعم مادي جيد في أكثر من منطقة في الداخل السوري ... لكن بسبب وعي المجاهدين وفطنة قيادات الجيش الحر فقد تمكنوا من إقناع هذه المجموعات بالإنضمام كأفراد تحت قياداتهم وتسليم كل ما لديهم من دعم، ولهذا السبب توقفت السعودية وأميركا عن دعم أية مجموعة خشية أن تنتهي هذه الأموال في يد المجاهدين الحقيقيين ريثما تتشكل مجموعة متكاملة مضمونة، ورغم دعمها مادياً لم تستلم هذه المجموعات التي أسستها السعودية وأميركا أية اسلحة نوعية وذلك بسبب خوف وقلق السعودية وأميركا من أن تنتهي تلك الأسلحة بيد المجاهدين الحقيقيين، ويبدو أن حذر السعودية وأميركا كان في محله لأن هذه المجموعات إنضمت بالكامل للمجاهدين ولهذا يعمل السعوديون والأميركان على خطة بديلة...

أما على صعيد لبنان فقد وجدت السعودية نفسها في خسارة مزدوجة فلا هي استطاعت أن تحدّ من دور حزب الله القوي في لبنان ولا هي كسبت أهل السنة فيه، فحزب الله نجح في قوته العسكرية وسيطرته على المناطق التي يتواجد بها وفرض نفسه على الجيش وعلى جزء من المخابرات ونسق مع أقليات غير سنية لخدمة نظام الأسد، أما السنة فقد أفسدهم الحكم السعودي من خلال الحريري وأبعدهم عن التفكير العسكري الأمني وفصلهم بمؤامرة دولية عن الفلسطينيين بحجة الإرهاب، فقد وجد أهل السنة في لبنان أنفسهم يتامى مفرقين بقيادة مائعة فاسدة معزولين عمن يقوي صفهم وهو المخيمات الفلسطينية  وكل هذا بتخطيط من الحكومة السعودية، وبنهاية الأمر أضطر أهل السنة في لبنان إلى حمل السلاح بدون ترتيب مسبق ولم يحميهم إلآ شجاعتهم وقوة بأسهم بعد أن إقتنعوا أن الإعتماد على الحريري وسياسته المائعة هو خيار يصب في الضياع.

وكل ما قيل ويقال عن أن السعودية تدعم أهل السنة في لبنان فهذا ليس له أصل على الإطلاق لأن الحكومة السعودية تخشى من تعاونهم مع الفلسطينيين فتُغضب اميركا واسرائيل، لهذا كله فإن أهل السنة في لبنان كأشقائهم في سوريا لم يحصلوا على أي دعم من الحكومة السعودية أو الأميركية، ولو حصل حقاً لإنتهى بالفعل حكم النظام الأسدي قبل فترة طويلة ولما بقي حزب الله يتمتع بما لديه الآن من قوة عسكرية وهيمنة على مقدرات الحكومة اللبنانية وقراراتها الداخلية والخارجية حيث أن توازن القوى في لبنان كما في العالم يبدو أنه الوحيد القادر على أن يحقق الأمن والأمان.

No comments:

Post a Comment