Tuesday, February 19, 2013

سعاد

كانَتْ بذهْنِ اللّيْلِ تَنْتَحِبُ
ينْتابها الحزْنُ والأشْجانُ والأرقُ
تهْفوْ إلى الْحلْمِ لتسْترهُ فيكْشفها
جمْر العيوْن وفيْهِا الْدّمْعُ منْسَكِبُ
 حيْرى فما حلْمٌ يؤْنِّسها ..
والْحلْمَ كالأطْفال تحْتَضِنُ ..
ولا أملٌ بها الدّنْيا يراودها
كأنّ العمْر والآمال تَخْتَصِمُ
فيْ الْوجْدِ صَرْعَى تَغيْبُ منْ لواعِجه ..
سكْرى بخَمْرِ العِشْق والْهَيّم ..
مَرّتْ بها كمروْرِ النّسْم لا تأْلو
جُهْدًا ولا تَرْضى بها السّقَمُ ..
كانَتْ سُعادُ كما الأحْلامُ تَعْرفها
نَبْعٌ مِنَ الْعِشْقِ فيْهِ الْشّهْدُ والْعَسَلُ
بزَّتْ ربّات الْحُبِّ قاطبةً
فخلّوا لها التّيْجانَ وارْتَحَلوا ..
هذيْ سُعادُ الّتيْ ما فَتأتْ ..
تقْتاتُ منّيْ ومِنْها أنْهَلُ الْسُّكْر ..
وأقْبلَ الْفجْرُ على عَجلٍ
كأنَّ لله أعْوانٌ بهِ حَضَروا ..
كأنَّ الْسّويْعاتَ مرّتْ بنا صرْعى
وفيْها الثّلْجُ كالْنيْرانِ يَجْتَمِرُ ..
وأقْبلتْ ثوانِ الْهَجْر تمْتَشِقُ
حدَّ السّيوْفِ وفيْها الْموْتُ ينْتَصِرُ ..
كانَتْ سُعادُ منْ وجْدٍ بِها ثَمْلُ
ومِنْ روْضاتها الأحْزانُ والْقَهَرُ ..

No comments:

Post a Comment