Thursday, August 6, 2015

ءألبيضة جاءت أولاً أم الدجاجة

من جاء أولاً البيضة أم الدجاجة؟
جميل هذا الحس المرهف الإنساني لرئيس الولايات المتحدة الأميركية السيد أوباما الذي ألهب القلوب بدعوته للمحبة والوئآم ونثره بذور السلام في العالم أجمع من خلال إتصالاته الهاتفية الداعية لرأب الصدع بين الفرقاء حول العالم أجمع وجولاته المكوكية المختلفة وقراراته "البيضاوية" التي إتسم عصره بها بمسمى "الأنامل الوردية الناعمة"، لقد رفض الرئيس أوباما فكرة التخلي عن موقعه في البيت الأبيض قبل أن يوسم عصره الميمون بإنجاز جريء لم يسبقه إليه أحد من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية فقد  إصدر رزمة قرارات "بيضاوية" آخرها منح المثليّ الجنسيّ حق الإرتباط والزواج، لقد تنفس مثليّو العالم الصعداء وهم يرون بيضة أحلامهم تفقس ونتائج كفاحهم الطويل يُثمر ويينع، لقد تم الإعتراف بهم وبحقهم في الإختلاف وفي إختيار ما يناسبهم من علاقات، هذه التشريعات التي طالما ناضل وقاوم من أجلها كل مثليّ في العالم صفاً واحداً ضد الإستبداد والعنصرية وبذلوا الغالي والرخيص في تظاهراتهم المختلفة مطالبين العالم بحقهم الطبيعي في اختيار ما يناسبهم من علاقات يعتبرها الهمجيون والعنصريون شاذة، وبذا فقد إنتهى حقاً أو كاد عصر التساؤل الشهير من جاء أولاً "البيضة" أم "الدجاجة" فلم يعد هناك حاجة لمعرفة هذا الأمر لأنه لن يكون هناك قريباً بيضاً وإنما قِناً يحوي إما ديكة وإما دجاج ناهيك عن حقهم في إختيار ما يناسبهم في الزواج والإرتباط بالحيوانات.

لكن هذا القرار البيضاوي الذي إحتفت بالتوقيع عليه والعمل به كل الوسائل الإعلامية المختلفة سواءاً العالمية أو المحلية وأقيمت لأجله الإحتفالات الباذخة شرقاً وغرباً ووضع له رمز قوس قزح Rainbow الشهير تعبيراً عن المثلية الجنسية فأصبح سِمة عالمية تمثّل هذا الصنف من البشر (بعدما كان لوحة جدارية لمدارس رياض الأطفال حول العالم) سبقه بفترة لا بأس بها قراراً بيضاوياً آخر شبيه به، ينصّ على دعم المعارضة السورية المعتدلة، أي تلك المعارضة التي تتخذ من الفنادق والإعلام ساحات للوغى ومن الغواني أهدافاً عسكرية، وتم بالفعل الإتفاق على تدريب 53 جندي وضابط من هذه المعارضة بعدما تم إختيارهم بعناية وتدقيق من قبل عملاء السي آي إيه وكان من ضمن شروط تدريب ودعم هذه القوات وإدخالها في برنامج التدريب الذي سيكلّف بلدان الخليج العربي قرابة 500 مليون دولار أن لا تُقاتل هذه المعارضة المعتدلة قوات النظام السوري أو داعميه (حزب الله، الحرس الثوري الإيراني والفصائل العراقية والأفغانية المختلفة) وأن لا تسعى لإسقاطه عسكرياً وإنما محاربة الفصائل الإسلامية الجهادية المختلفة كداعش والنصرة وأحرار الشام (الفصائل السنية)، وتم صرف راتب يتراوح بين 200 إلى 400 دولار لكل مقاتل أعلن إلتزامه بالشروط التي وقّع عليها، وتم تخريج أول دفعة من هذه القوة والتي يبدو أنها الأخيرة حيث لم تنجح الولايات المتحدة الأميركية في إستقطاب المزيد من هؤلاء المعتدلين.
يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية نست أو تناست أن لا أحد من الشرفاء (حقاً)  يثق بها خاصة وأن العالم بأسره يتفرّج على النظام السوري وهو يُلقي البراميل المُتفجرة والصواريخ  فوق المُدن المُحاصرة التي تقتل الأطفال والنساء وتُدمر المباني على رؤوس ساكنيها دون أن يرفّ لهم جفنٌ أو أن يفعلوا أي شيء لمساعدة هذا الشعب المسكين، كما أنهم يغضّون من أبصارهم عن إنتهاكات النظام المُتكررة في قصفه المناطق المختلفة بالغاز والمواد الكيماوية المحرّمة دولياً كما وُثِّق في المُدن المحاصرة كالغوطة وغيرها.
الجميع داخل الولايات المتحدة الأميركية أو خارجها أصبح عالماً أن للسيد أوباما لازمة ترافقه في حلّه وترحاله (شبيهة بلازمة القلق الذي يعتري بان كي مون) تُمثّل الخطوط الحمراء التي أطلقها كأني بها مفتاح سرّ بينه وبين النظام السوري، كأنه بها يدعوالنظام ويدُلّه على ما يجب عليه فعله وتجاوزه والجميع يعلم أن السيد أوباما مسح كل الخطوط الحمراء التي رسمها للنظام السوري.
الجميل بالأمر أن هناك معاهد متخصصة في الولايات المتحدة الأميركية تطرح أسئلة وتحاول الإجابة عليها ومنها لماذا تكره شعوب المنطقة وغيرها الولايات المتحدة الأميركية.
هل نرى صعوداً لبعض القوى الإقليمية والعالمية يُقابله إنحدار شديد لبعضها الآخر، أكاد أجزم أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت بالفعل في رحلة الإنزلاق والتراجع الشديد في علاقاتها مع حكام الخليج العربي فمن الواضح أن بلدان الخليج بدأت تقيّم ما يجري وتبحث عن علاقات وإتفاقيات مع بدلاء في ظل تخلخل ثقتهم وتراجعها مع الولايات المتحدة الأميركية وخاصة بعد الإعلان عن الإتفاق النووي الإيراني وما يُخبئه من مفاجئآت أجزم بأنها لن تكون سارة لدول المنطقة.
ولكن هل سيكون الإتفاق النووي الإيراني بيضة أم دجاجة 

No comments:

Post a Comment