Tuesday, August 14, 2012

تركيا والديمقراطية وأحزاب المعارضة العربية

 في البداية أحيّ موقف الأتراك وما يفعلونه في بورما ولكنه أمر يدعوني للتساؤل (مع أنه مشكور) هل تحاول تركيا مد نفوذها الإقليمي إلى محاور عدة بسبب عزوف منطقة اليورو عن ضمها للإتحاد الأوروبي؟ أم أنها بالفعل تحاول تأصيل دورها الإسلامي في المنطقة والدفاع عن المضطهدين المسلمين في أرجاء الأرض ؟ وخاصة عندما نعلم أن الأتراك بالفعل (كشعب) يقف مؤازراً للفلسطينيين في قضيتهم العادلة بغض النظر عن المواقف الرسمية الحكومية وما رأيناه خلال السنوات الماضية لهو أكبر دليل عمّا نقوله ... هل هناك صحوة إسلامية في تركيا أم أنها صحوة إسلامية في المنطقة برمتها ؟؟؟
أليس من حق الشعب العربي برمته تجربة أنظمة حكم جديدة وخاصة بعد تعرّي الأحزاب والقوى العلمانية خلال السنوات المنصرمة وأثبات فشلها في قيادة الأمة والشعوب العربية إلى طريق التنمية الحقيقية والإزدهار والرفاهية التي تتطلع إليها تلك الشعوب؟.
مما أرى أجد أن الأحزاب العلمانية تلعب حالياً أدوار مثيرة للإشمئزاز وخاصة في مصر ومن يمثلها من رموز علمانية وكل هذا بسبب أن الإسلاميين وصلوا إلى الحكم ... ولم أجد نفس التصرف قد حصل خلال 60 عاماً من حكم العلمانيين في مصر من قبل الإسلاميين ... الغريب في أمر هؤلاء الذين يدعون العلمانية والثقافة والتمسك بحقوق الإنسان و و و و.... أنهم فاشلون في توجيه دفتهم إلى الإتجاه السليم وكان الأجدر بهم أن يحتضنوا تلك الأفكار أو على الأقل مناقشتها بطريقة موضوعية بعيدة عن التسخيف الذي نراه والإستهزاء بما إختارته الشعوب لقيادتها في المرحلة الآنية والقادمة والإنتظار لمعرفة محصلة ما سينتج عن حكم النخبة الجديدة وليس الدخول في خذ وهات طوال اليوم من قبل تسلم السلطة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إن المعارضة الجديدة حالياً في أوطاننا العربية لا تستحق هذا الدور المشرف والذي نطلق عليه الرقيب ... أي مراقبة عمل الحكومات المنتخبة ديمقراطياً ونصحها وتوجيه المشورة لعملها وكل ذلك لأجل بناء دولة القانون والمؤسسات لجميع أبناء الشعب الواحد ولأجل الوصول إلى برامج تنموية حقيقية تتطلع إليها كافة فئات الشعب بغض النظر عن دينهم أو معتقداتهم، ...ولكن ما يدهشنا فعلا هو التناقض الذي تعانيه أحزاب –المعارضة- بالعالم العربي . فمن جهة تنادي بالتناوب والتداول السلمي للسلطة كما أنها لا تفتىء صباحا مساءا أن تلوح بنداءها بأن الجميع يجب أن يحتكم لصناديق الاقتراع ومتى كشف الصندوق على نتيجته الاّ ونرى المعارضة تصطف كالبنيان المرصوص تجاه من أتى به الانتخاب الحرّ والشفاف لسدّة الحكم ...من تشويه وتصيد للاخطاء والتشهير والتبخيس بل يصل الامر لحدّ الاستهزاء ... وكلّ هذا قبل حتى أن يباشر الحزب المنتصر لمهامه بل حتى دون منحه وقتا للحكم عليه... أليس المنطق يكون في أن نراقب وننقد بدافع المصلحة العامة وليست بدافع الحزبية الضيقة او المصالح الفئوية ... فأين نحن من المعارضة في الغرب والتي ما فتئت معارضتنا التشدق بها ... فلم لا تسير على منوالها ... وهل تجربتنا في الديمقراطية أعمق من نظيرتها التركية فلم لم نرى هذا الاستنفار حين فاز حزب العدالة بتركيا بل نرى مراقبة وتعاون وليس العمل على وضع العصى في العجلات لمنعها عن السير ...
هل يجوز القول بأن أزمة الديمقراطية في مجتمعنا العربي تتلخص في أزمة أحزاب المعارضة ؟ هل يجب على الديمقراطية قبل ان تتحول الى صيغ تنظيمية يجب عليها أن تنشأ في النفوس وتتشربها الأنفس ؟
لنرى كيف سيكون الأمر ...

No comments:

Post a Comment