Tuesday, August 14, 2012

القرآن الكريم والشعر الجاهلي

فيما أطالع في صفحات الأصدقاء على موقع التواصل الإجتماعي الفايس بوك لفت نظري موضوع لا أعتبره هاماً من حيث المضمون لأسبابي الخاصة لكن توقيته كان في رمضان له مدلولاته الفاسدة التي تدل على خبث السريرة 

هو موضوع يتهم رسول الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) بسرقة أبيات من الشعر وصياغتها كآيات قرآنية عن بعض الشعراء الجاهليين ممن مات كأمرئ القيس بن حجر وممن مازال حياً على أيام رسول الله كأمية بن أبي الصلت وأذكر أننا أقفلنا ملف هذه القضية السخيفة منذ سنوات عدة بتبيان أن هذه الأبيات الشعرية وغيرها مما يجده الباحثون في الأدب العربي جله منحول على العديد من الشعراء وأخص من ذكرت سابقاً بالذكر.

القضية فيما اذكر تناولنا فيها العديد من المقالات والبحوث والكثير الجم من الوقت والجهد حتى تبين لنا أن كل هذه الأبيات الشعرية ليست بأي حال من الأحوال تابعة للشاعر ابن حجر أو لأبن الصلت وكان على ما أذكر دليلنا أو أدلتنا قائمة على براهين شتى وفي معظمها راسخة لا يستطيع من كان راسخاً في علم التاريخ والأدب العربي زحزحتها إلآ بإزالة الأرض ومن عليها.

لقد تحدى القرآن على لسان رسوله الكريم العرب والعجم على أن يأتوا بسورة أو بآية مما ذكر بالقرآن .. وذلك بعدما أعلن دهاقنة الكفر والطغيان أن هذا القرآن لا يعدو على أنه من الشعر وما يشابهه من السجع وضروب ما يتقن في تلك الأيام ومع هذا وقف الشعراء عاجزين يومها على المجيئ والإتيان بما يشابهه، فلو كانت تلك الأبيات المذكورة موجودة أنذاك ... لِمَ لَمْ يذكرها أئمةُ الكفر والشرك للرسول الكريم ولِمَ لَمْ يتهمونه بأنه قد سرقها من أمرئ القيس ومن إبن أبي الصلت؟؟؟ ولو أنهم فعلوا لهدموا الإسلام ووبنيانه من باكر ولمَ تهاونوا في ذلك أبداً وهم الباحثون ليل نهار عن هدمه بكل ما أوتوا من قوة ومن بأس.

وأذكر أنني أفردت يومها صفحات كثيرة لتبيان أن هذه الأبيات ليست من الشعر الجاهلي بشيئ فإختلاف اللغة والوزن واضح جلي للمتذوق وليس للمتمكن فقط ... وبأن معظم هذه الأبيات إن وجدت فهي أندلسية الموطن لا بد ... والمتابع للشعر الأندلسي والجاهلي لن 
تمرّ عليه تلك الأبيات مرور الكرام لو نسبها احدهم للشعر الجاهلي

وأمية  كما هو معروف عاصر رسول الله وأقرّ بنبوته فلِمَ لَمْ يُسارع أمية إلى اتهام الرسول صلوات ربي عليه بالسرقة من شعره، وبذلك تسقط دعوته صلى الله عليه وسلم بأيسر مجهود وأقلّه؟ وكما أسلفت أن هذه المسألة كانت هامة لدهاقنة الكفر والشرك، ويستوقفني أيضاً أن هذه القصائد والأبيات لم ترد مطلقاً فى أىٍّ من كتب الأدب واللغة والتاريخ والتفسير المعتبرة ككتاب "جمهرة أشعار العرب" لأبى زيد القرشى، أو "طبقات الشعراء" لابن سلام، أو "الشعر والشعراء" لابن قتيبة، أو "الأغانى" للأصفهانى، أو "تاريخ الرسل والملوك"؟، وحتى أنها لم ترد في الطبعة الأولى المحققة لإبن ابي الصلت.

ما يهمني هنا أن أذكر أن الفاسقين كثر لكنهم لو إجتمعوا بقدهم وقديدهم وبإنسهم وجنهم وعفاريتهم على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لم استطاعوا لأنه ليس من عند مخلوق بل أنه من الخالق البارئ .

ليتهم يبحثون فيما يفيدهم دنيا وآخرة وهذه ليست دعوة للكفّ عن البحث في القرآن بل على العكس فإن البحث في كلمات الله لإستجلاء معانيه ومعرفة أسراره هو أمر مهم ومشكور ويُثاب عليه المرء ولكني أعلم بأنهم لا يُشمرون سواعدهم إلآ كرها بالإسلام وأهل الإسلام فتعساً لهم ولمن يعاونهم.

No comments:

Post a Comment