Thursday, July 21, 2011

الزواج السعيد حقيقة أم ضرب من الخيال

الزواج السعيد، حقيقة هو أم ضرب من الخيال
يتسائل العديد من الأفراد وخاصة الفتيات ما الذي يجعل الزواج ناجحاً وسعيداً؟
الكثيرات من الفتيات يعتقدن أن الجواب على هذا التساؤل هو: الحب

الحب ذلك العصفور الصغير الذي يعشعش في قلوب وأنفاس العذارى، حلم الفارس القادم من بين الضباب على فرسه المطهم بسنابك الذهب والحرير، ولكل منهن حلمها الخاص الذي تعتبره ملك لها لا تتنازل عنه.
ولكن هل الحب هو الطريق المعبد نحو السعادة الزوجية؟
لا يستطيع أن ينكر أي عاقل، ما للحب من تأثير على الشباب من الجنسين ... تلك المشاعر المتدفقة، الدافئة التي يحتضنها المرء في جنباته، العواطف التي تختزن الأحاسيس الجميلة التي تسافر بنا بعيداً في دروب مليئة بالسحر، الزائر الذي لا يُقاوم يأخذنا صوب مجهول المكان والزمن، ربما كلمة أو لحن ما، وردة جميلة تقبع على غصن نضر تعيد الأشواق الكامنة في النفوس الحالمة ويصبح الحبيب مقياس لا يمكن التخلي عنه أبداً، ولكن أترى ما يجري حقيقة أم أنه ضرب من الخيال والأحلام ليس إلا، الكثير من الشعراء تغزلوا بالحبيب و الكثير من علماء النفس حاولوا تفسير معاني الحب ومشاعره ... كيف تتكون ... مما يتكون ؟ في محاولة لفهم حقيقة هذا المجهول القادم من خلف المستحيلات.


ما هي تلك المشاعر التي تتوالد عند رؤية الحبيب ماثلاً أمام عيناه، ما سبب خفقان القلب في الضلوع ما سبب تلك الأحاسيس المترافقة؟ عدم القدرة على الكلام، التلعثم، عدم الإتزان، الحيرة، النظرات الشاردة في المجهول تلخبط الأفكار، كل هذه الأمور تدل على أن هناك شيئ ما يؤثر على أعضاء معينة بالجسد تحاول السيطرة عليها أو ربما هي عدم قدرة المرء على السيطرة على بعض أعضائه وتؤثر على إتزان تفكيره.


مهما إختلفنا في تفسير مشاعر الحب وما يكونها وما هي تلك الأحاسيس ولِما ينجذب شخص ما تجاه شخص آخر معين، وما يقال بهذا الشأن، من أن ملاك الحب كيوبيد اصاب سهام القلب والحب، ولكن مع هذا هل نستطيع أن نؤكد أن وجود الحب ضروري للزواج؟ وبالتالي سينشئ منه (الزواج) حياة سعيدة وفرحة ؟


أم أن هناك مشاعر أهم من الحب واسمى منه لتكوين أسرة سعيدة وهانئة ...

الكثير من قصص الحب والغرام التي إنتهت بالزواج لم تدم سوى فترة وجيزة من الزمن، من الطبيعي أن يتألم المرء عندما يسمع هذه الكلمات، لكنها الحقيقة دون شك، الزواج مسئولية وهو عقد شراكة بين طرفين إتفقا بموجبه على بناء حياة أسرية من المفترض أن يعمها السعادة، وعلى كل منهما واجبات تجاه هذا الزواج وللشريك الآخر ولكل منهما حقوق، أي أن هناك مسؤليات تُلقى على عاتق الطرفين، وهذه المسئوليات لو حافظ عليها الطرفان لأستمر الزواج دون أية عقبات تذكر.


ومن أهم أسس الزواج السليم الناجح بلا شك التوافق والإحترام المتبادل بين الطرفين، التوافق بين الطرفين أي أن يكون لهما أهداف مشتركة معلنة متفق عليها بينهما وأن يكونا ذات خلفية ثقافية إجتماعية متناسبة إن لم تكن متساوية.
ماذا نستطيع أن نضيف لنحصل على خلطة للزواج الناجح السعيد؟


لنرى معاً كيف يمكن أن تُعجن الخلطة السحرية لتكون زواجاً سعيداً مستمراً
الحب بين الطرفين
ليس من الضروري أن يكون الحب قد تولد قبل الزواج ولكن من المهم الشعور بأن كلا الطرفين يحمل كلٌ منهما مشاعر الحنان والمودة والإنتماء للأخر ويُسمعه بين حين وآخر كلمات والحب والغزل، فكلمة أحبك دائماً تعطي شعوراً إيجاباً دافئاً له مفعول السحر، وردة تُهدى بين فترة وأخرى تُغني عن قصائد غزلية منمقة لما ترمزه من المعاني السامية، هدية صغيرة تعبر عن الإهتمام بالشريك كفيلة بإيقاد مواطن العشق وبعثها من جديد بغض النظر عن تكلفتها المادية إذ أنها ترمز إلى التعبير عما يريد إيصاله من رسائل، هذ الأمور البسيطة مع أهميتها دائماً يتناساها الطرفان في خضم الحياة ومشاكلها ومسئولياتها مع ما لها من تأثيرات إيجابية على العلاقة.

الرؤى المشترك لطبيعة الزواج والهدف منه
الإتفاق على الهدف الذي من أجله تم هذا الزواج وهو بالتأكيد بناء الأسرة وإنجاب الأطفال بالإتفاق بين الطرفين، إذ ليس من الطبيعي أن يكون الزواج مبني على ممارسة زوجية دون الإنجاب والإستمرار بهذه العلاقة دون تأسيس اسرة طبيعية.

التفاهم والإحترام المتبادل
الحياة الزوجية هي جمع بين شخصين لم يسبق لهما الحياة معاً، إختلاف الطبائع بين البشر شيء عادي جداً لذا من المهم أن نعلم أن الزوجين سيمرا بفترة تتلاقى به نقائض كل منهما وطبائع الآخر والتي من الممكن أن تثير في الشريك ربما بعض الضيق والحيرة وربما الخوف، لذا من المهم الجلوس معاً عند كل أمر ليتفاهما عليه بكل ود وإحترام وتبيان بأن هذا الإختلاف في الطبائع هو أمر عادي ومن ثم محاولة تقريب الأمور الى الحد الأدنى، وتنازل كل طرف عما يستطيع حتى يمكنا أنفسهم من إجتياز هذه المرحلة والتي أجزم بأنها ستكون من سنة إلى سنتين لا أكثر، كما أن الزواج سيمر بأمور عديدة لم يسبق الإتفاق عليها فلا مناص من مناقشتها مناقشة هائدة يسودها الإحترام بعيدة كل البعد عن الإسفاف.

الوعي بأن لكل طرف مسئوليات عليه تحملها – الواجبات والحقوق
كل منا يعلم بأن الزواج هو شركة بين طرفين إتفقا بموجبها على تأسيس حياة زوجية مبنية على الحب والتراحم بين الشريكين وبأن لكل منهما حقوق على الطرف الآخر وعليه بالتالي واجبات يؤديها لشريكه لا يُنقص منها شيئاً اللهم إلا في حالات المرض وما يتفق عليه الشريكين، وفي كثير من الأحيان نرى أن المرأة يُغبن حق من حقوقها لأسباب عديدة منها عدم وجود الثقافة أو العلم بوجود هذه الحقوق، فلا يجب على الزوج هضم حقوق زوجته حتى وإن لم تطالبه بها لعدم علمها بها، بل ليكن السباق بهذا الأمر لما له من كبير الأثر عند زوجته وهذه من دلالات التراحم والإلفة بين الأزواج.

الخلفية الثقافية والإجتماعية المتساوية
ليس من المعقول أن ينجح زواج ما وهناك إختلافات ثقافية كبيرة بين الطرفين، كأن يعيش كل طرف منهما على حافة أخرى، من المهم أن تكون الثقافة متقاربة كي لا يشعر الطرفين بالغربة بينهما في التواصل، وأيضاً من المشكور أن تكون الأسس الإجتماعية التي ينبثق منها الطرفان من بيئة لا تختلف كثيراً عن بيئة الطرف الآخر وأن لا تكون لكل منهما عادات وتقاليد تختلف كلياً عن الآخر فهذه الأمور لا تستقيم في الحياة الزوجية إلا بشق الأنفس وإن لم يعضدها حب كبير يتخلى به طرف ما عن حقه في سبيل إنجاح وإستمرار العلاقة الزوجية.

الثقة المتبادلة
الزواج مبني على الثقة، إذ ليس من المعقول أن يخيم الشك والغيرة على زواج ما دون أن يحيله أنقاضاً ولو بعد حين، لذلك عند شعور أحد الشريكين بأن هناك شيء ما لا يفهمه ويريد إستيضاح بشأنه ما عليه سوى إختيار الوقت المناسب لمفاتحة شريكه بما يَجِدُ في قلبه وإختيار الكلمات المناسبة التي لا تقلل من إحترام الطرف الآخر.

كلمة أخيرة أحب أن أُضيفها هنا ان الزواج ليس لعبة نختارها لأننا أحببنا شخص ما، التفكير بالعقل وإستخدام القلب بشكل متوازي مع العقل من الممكن أن يصل بنا إلى أسعد زواج، لكن الإهتمام بالعواطف دونما تفكير هذا لن يؤدي إلى ما يحمد عقباه كما أن إستخدام العقل فقط قد يؤدي إلى نفس النتيجة السابقة، إذن رأيي الشخصي ومن خلال تجربتي الطويلة بالزواج لا أنصح إلا بإتباع ما يلي: الحب + التفكير المتزن والخلطة التي تكلمت عنها آنفاً بالتأكيد هي الطريقة الوحيدة لتكوين أسرة تملئ بيتك وحياتك سعادة وحبور وبالطبع التوفيق من عند الله ودمتم بكل خير.

No comments:

Post a Comment