Wednesday, November 21, 2012

خباء المطر


أحتالُ لرؤياكِ عُمر الطفولة      

وطيش الشبابِ وحِلمَ الكهولة


         *****



كطفْلٍ رضيْع الْنّدىْ لا يفرّ
وليْثٌ وضُرْغامُ فيْهِ اسْتقرّ

أعانقُ يوْمَ هطوْل الْمطَرْ
قطْر الْسّحابِ كَطَفْلٍ أغرّ

وَتبْدوْ بعيْنيَّ تلْكَ الْرّوَابِيْ        
كجنّاتِ عدْنٍ بها الْمُسْتقرّ

وتلْكَ الْجِبال شموْخٌ لها 
تسيْحُ الْدّرُوْبُ بِهَا أوْ تقرّ

كأنّ الْسّمَاء تُسبّحُ غيْثاً  
تُنَاجِيْ السّميْع بفيْضٍ وبِرّ

وتعْرش بيْن الْخبايا غيوْماً       
لتعْصر منْها رحيْق الْعمرْ

وَثَكْلَىً تَغَادُوْا كَرِيْحِ الْهَبُوْلِ      
تحيْل الْبقاع دماراً وعرّ

فكمْ منْ عَظيْمٍ سقتْه الْمنايا       
وكمْ منْ فقيْرٍ بِخيْرٍ يسرّ

وتغْرف منّيْ سويْعات عُمْرٍ     
بَهٍ أجْتبيْها لِبَاقي الْدّهوْر

فأغْرف منْها دقائق حُلْمٍ 
ترائى إليّ بماضيْ الْعصوْر

كأنّ الْجداول تَفْريْ جروْداً       
تَفِيْضُ لِترقي اخْتِضَاب الْزّهُوْر

كَأَنِّيْ ويَوْمَ ارْتَويْنَا صبوْحاً       
نَدِيْم الحقول وضَيْف الْوَبَرّ

أعانق نسْماً تبدّى خريْفاً
روتْه الْمروْج بفيْح الْعطوْر

وتلْك الْبراريْ غوتْها الْنّدايا
فَصَاغَتْ ثَرَاهَا خباءاً وبُرّ

No comments:

Post a Comment