Tuesday, June 7, 2011

الوفاق والإتفاق


 

الوفاق والإتفاق بالزواج
لدي صديق ساخر يأتي لمكتبي كلما طرأتُ على باله لتناول القهوة ومبادلة الأحاديث وما يدور في البلد من هموم السياسة والإقتصاد المتردي وغيرها من مشاكل الحياة المتفاقمة.
لكنه في الأمس جاءني وقد مضى على غيبته عني ما يقارب الشهر أو يزيد، وبعد تبادل التحيا والمقدمات المتعارف عليها وأثناء حديثنا وجدته على غير عادته وهو معدود بين أصدقائه من أصحاب القلم الساخر واللسان اللآذع، لكنه كان في مجلسه هذا على غير عادته يميل إلى اختصار ردوده ويبدو ساهياً عما يدور حوله وما نتناوله من أحاديث وقفشات ضاحكة، كانت حالته هذه واضحة على محياهز
إنتحيت به جانباً عن أصدقائي وطلبت منه إخباري بما في نفسه لكنه رفض إخباري بأي شيء، وبعد إنفضاض اللقاء بمدة تقارب الساعة إتصل بي صاحبي هذا يطلب لقائي على حدة دون أن يكون هناك طرف آخر، أي موعد لا يتشارك به سوانا أنا وهو وأجبته بالطبع لما طلب متوقعاً أنه في ضيق مادي وبأنه مُحرج، لذا وضعت بعض النقود في جيبي وذهبت للقائه عندما حان الموعد أو كاد.
لم تكن سحنته قد تبدلت عندما أقبل علي في سلامه قائلاً بالله عليك أعذرني يا صديقي أرجوا أن لا يكون موعدي معك سبباً لضيق في صدرك أو ملهاة عما أنت به من مشاغل، فأجبته أنني أريد لقائه كما هو يريد لأنني توسمت في نفسه الضيق وأظهرت له أنني أُريد المساعدة بما أستطيع ....
لكنه بقي على صمته لمدة أضطررت معها إلى مفاتحته بالموضوع .
- ما بك يا صديقي أخبرني هل أنت بحاجة لنقود، قل لي كم هو المبلغ فالحمد لله طلبك إنشاء الله موجود، فأجاب والبسمة على شفاهه لأول مرة لا.. لا .. يا صديقي ليت مشكلتي تتعلق بالنقود ولكنها... وصمت القبور ..
- حسناً لا أحد هنا أخبرني .. أخذ يشرح لي أنه محرج من الكلمات ولا يعلم كيف يبدأ حديثه .. فطلبت منه أن يهدأ ويرد على أسئلتي بنعم أولا
- هل الموضوع يتعلق بالحكومة فأجاب الحكومة نعم ولا ساخراً
- فضحكت من كلمته هذه متسائلاً كيف نعم ولا فأجاب حكومة نعم ولكنها ليست الدولة ضاحكاً نعم أقصد زوجتي أنا أسميها وزارة الداخلية فأجبته وأنا أيضاً إذا ما بها؟ عاد لجديته قائلاً ما سأقوله لك أرجو أن لا يعلم به أحد ولولا ثقتي بك لما كلمتك بالمسألة ولولا أن المسألة زادت عن حدها لما يفوق طاقتي لما تجرأت وحدثتك بها... ونظر إلي متبسماً رافعاً إصبعه وكأنه يشهد الله على ما يقول..
- منذ حوالي الشهر حدث كلام بيني وبين زوجتي (ضاحكاً) .. والله لا أعلم كيف أخبرك بالموضوع... وبعد فترة من الصمت عاد ليخبرني بأنه عادة يعود إلى المنزل ويكون طفله الصغير مازال صاحياً يلاعبه ويداعبه حتى تأخذه أمه للنوم بعد إحضار العشاء له، وفي مرة من المرات قال لها مازحاً وقد عاد للمنزل ولم يجد الطفل صاحياً، لما الطفل نائماً ؟ فأجابته بدلع: لكي أتفرغ لك ...فأجابها إذن هو مرسال منكِ إليَّ لأعلم أنكِ تريدين التفرغ لي: فهزت رأسها بالإيجاب.
- قال لي ضاحكاً ومن يومها يا صديقي لم أعد أرى الطفل مساءاً إلا نائماً ... ولا أدري ماذا أفعل ..

No comments:

Post a Comment