نعم يغارون منك سيادة الرئيس، كيف لا يغارون منك واسم سوريا متربع على الصفحات الأولى للجرائد والمجلات وفي نشرات الأخبار مقروناً بإسمك الخالد.
سوريا ليل نهار إعلان بلا مقابل على كافة القنوات الفضائية والأرضية وحتى على الصفحات الأولى لأكبر الجرائد والمجلات العالمية وفي صفحات الإنترنت، وفي كل ساعة خبر جديد وكل يوم مقالات عديدة، لقد أصبح اسم سوريا على كل لسان في عهدك الميمون حتى قبائل الإدغال سيدي أصبحت تعرف عن حضارات سوريا ومدن سوريا وقبائل سوريا وأمست على إسمك المظفر نعم يتداولون حكايات سوريا على موائد الإفطار وفي حفلات العشاء لقد أصبحت سوريا أشهر من الولايات المتحدة الأميركية وأصبح اسمك أشهر من بوش الصغير ونتوقع المزيد والمزيد فأمامنا هولاكو وجنكيزخان وتيمورلنك ولا ننسى أبداً صديقك المحبب هتلر وكتابه الصغير المليئ بالذكريات الجميلة قرب سريرك المخملي، في الأمس فقط أصبح الحجاج بن يوسف وراء ظهورنا فأقمنا لذلك الإحتفالات الميمونة وقمنا بتوزيع كؤوس النصر مملوءة بالشامبانيا على رفاق الدرب من شبيحة ابن عمك ورؤساء الحرس الجمهوري وما كان هذا ليحصل إلا بفضل تعليمات سيادتكم السامية فلا هم لنا إلا الوصول بكم إلى قمة الأرقام القياسية، همتكم معنا أيها الرئيس الخالد المهيوب بإنتظار المزيد من الأوامر، لقد واجهتنا المدن والقرى بأسلحة ماكنا نعرف بوجودها وما كنا ندري أنهم ومنذ عقود يخبئونها ربما لمثل هذه الأيام العصيبة أسلحتهم سيدي جديدة لم نتدرب على مواجهتها ولا علم لنا بمقاومتها
لو تعلم يا سيدي كيف أنهم يغتالون بنادقنا بالصدور العارية
ويفجرون الدبابات بزهور القرنفل والياسمين ويقولون سلمية سلمية
لقد رصدنا السنابل في الحقول وشعاع الشمس في المروج ووجدنا أغصان الزيتون، خضراء ندية وكتاب أسموه القرآن في المساجد والبيوت ويدعون أنها سلمية.
كشفنا النقاب عن الشموع المنيرة في الساحات العتيقة ودموع اليتامى منصوبة في الأماقي والعيون على مشارف الطرقات وبين الدور ورائحة بخور عابقة وتراتيل من كتاب أسموه الإنجيل في الكنائس وفي الدروب القديمة وجدنا الحمام وجمع من الطيور أتلك سيدي كما يقولون مظاهرة سلمية.
فما بال رسائل الشوق الحميمة وقصائد الحب العذرية أتلك أيضاً من لوازم التظاهرات السلمية
وفي الحواري العتيقة سيدي ضبطنا العديد من السهام مخبئة في العيون وآلآف القسي فوق الجفون ويصرون بأنها مظاهرة سلمية
No comments:
Post a Comment