Friday, March 23, 2012

مجنون مجـــــــــــــــد










إن منعتني اليوم مِن أخبارها
مجدُ وإن عَزَّ اللقاء بِدارها
فالهجر سطّرهُ الزمنُ على الورى 
والوصل مقطوعٌ وإن أُبدى لها
فالقلبُ قد خفقت بهِ العبرات 
جمراً يسيحُ منهلاً لفراقها
يا دار مجد قربَ داري إسلمي
وعمّي صباحاً أرضها وسماءها
عفت البلاد كلها لو تذكري
 يوم الوقيعةِ أسودٌ أوزارها
وبُليتُ عمراً بالضياعِ وإنني
 فيهِ رويتُ الشعر في أخبارها
إن يتهموني بالجنونِ فمرحبا 
هو الصديقُ لا يمل عجاجها
وهو الرديفُ بكلِ أرضٍ أنثني 
متلمساً مستوضحاً أنباءها
وهو الأنيسُ بظلمةِ الأسحار
وهو الأمينُ عليَ من حراسها
إن تتهمونا بالجنونِ فإننا
عشاقُ ظبي كان ريم أو مها
كمجنونِ ليلى أو بثينَ فإنني
مجنونُ مجد لم أجن بغيرها
هذي السنين تمر لا فرحٍ بها
لا مجدُ عندي ولا سبيلَ لوصلها
أحببتُ مجدَ مِن غير أيةِ ريبة
حباً يحرّق بالحشا نيرانها
فإذا اعتللتُ عِلة الموتِ اذكُري
هذي القصيدة وانشدي أبياتها
زوري القبور وعِندَ نعشي انصتي
لصدى الأنين خافضاً أصواتها
كل القبور جلّل الصمت الثرى
يهبُ ريح الشؤم من أرجائها
علاها قبر عاشق أضحى به
يتنسم الأطياب حين مرورها
إن تذكُريه فإنهُ الصبُ الذي
أحيا بشعره أرضكِ ورياضها
وأسال بالدمعِ الشجيّ بحوركِ
وغدا بعُشقه كالربيعِ إذا زها
جذلانَ يطرب إن نويتِ وصاله
وإذا أبيتِ شطّ عقله أو سها

No comments:

Post a Comment