Tuesday, February 21, 2012

الراعي والأسد ومسيحي الشرق

الراعي والأسد ومسيحيّ الشرق
البطريرك الراعي يحذر من فوضى في سوريا من الممكن أن تؤدي لقتل المسيحيين أو تهجيرهم منها إسوة بما يحدث بالعراق فيما لو سقط النظام البعثي الحاكم في سوريا، وتناسى البطريرك الراعي بأن النظام السوري هو من يفتعل هذا القتل المبرمج للعلويين والمسيحيين للإدعاء بأنه حامي الشعب والوحدة الوطنية والمذهبية وبأن من يقوم بهذه الأفعال هم من الفوضويين والثائرين على حكم بني اسد، كما تناسى أن سلاح الأنظمة العربية بهذا الشأن متشابه في جميع الدول العربية وهو فرق تسد واضرب المذاهب والأديان ببعضها البعض لتستطيع الحكم والإستمرار بهذا الحكم، ويبدو أنه تناسى غبطته بأن من قام بتفجير وإحراق الكنائس في مصر هو من اذرعة النظام المخلوع وبأن وزير الداخلية العادلي متهم بهذه القضية وبأن هناك تحقيقات مطولة ودقيقة تحدث هناك من أجل الكشف عن بواطن هذا الأمر، كما تناسى غبطته والمفروض أنه لا يتناسى أن من يقوم بقتل وترويع المسيحيين وتفجير الكنائس في العراق هم من الكوادر الحزبية الحاكمة ولأغراض سياسية بحتة ليس لها أي علاقة بالدين والمذاهب وبأن العراق ومنذ مئات السنين تمتع بالتآخي والتعايش السلمي بين الأديان ولم يسجل التاريخ اية حوادث تذكر بشأن هذا الموضوع.
من المثير للدهشة أن يتناول حامي المسيحيين في الشرق هذا الموضوع من باب الحث على عدم إسقاط النظام السوري بحجة حماية مسيحيي الشرق وعاد للتناسي بأن من يُقتل من الشعب السوري الشقيق هم من المسلمين الأبرياء فهل المسلمين في سوريا ابناء الجارية والمسيحين هناك ابناء السيدة؟ ما هذه العنصرية؟
هل تناسى البطريرك الراعي أن من يقوم بالتظاهرات والمطالبات في سوريا هم من جميع فئات الشعب السوري ولا فرق بين علوي أو سني أو مسيحي؟
هل تناسى البطريرك الراعي من قام بمذابح صبرا وشاتيلا في بيروت؟ هل تناسى الراعي دخول القوات اللبنانية المسيحية بقيادة فادي إفرام وأبو أرز بغطاء من الجيش الإسرائيلي وحمايته بل وبتقديم إنارة ليلية كاملة للمخيمات الفلسطينة حتى اصبحت تلك المنطقة وكأن شمس الصباح تشرق بها لا بغيرها وقاموا بإرتكاب أفظع مجزرة بالتاريخ الحديث فتم قتل 3000 فلسطيني وسوري ولبناني من سكان المخيم من الأطفال والرجال والنساء ولم يتورعوا عن ذبح الأطفال وإغتصاب النساء وبقر بطون الحوامل منهن، حماية مسيحيي الشرق يا سيادة البطريرك لا تكون بحماية الأنظمة الدكتاتورية، لا تكون بحماية قتلة الأطفال الأبرياء وسفاحي الدماء ومغتصبي النساء أم أنك لست معي بهذا؟
حماية مسيحيي الشرق لا تكون بحماية نظام وُلِدَ على القتل والقتل وسفك الدماء حتى ضجت منه السماء والأرض في أرجاء سوريا أم أنك يا غبطة البطريرك تتناسى ما فعله النظام في حماة الثمانينيات؟ لماذا لم نسمع صوتك أبان تلك الفترة؟ لماذا لم نسمع صوتك خلال قتل الأبرياء في اللآذقية ودوما وحمص وحلب والشام وبقية المناطق السورية وأصوات الشعب السوري يستنجد بالله والبشر والحجر فلا من مغيث، كن يا غبطة البطريرك إنساناً ولا تكن طاغوتاً من الطواغيت ولتعلم غبطتك أن منجاة المسيحيين وغيرهم لا يكون إلآ بإقامة دولة العدل والحق وليس دولة الفجر والفسق والطغيان ولا تنسى ما فعله النظام الذي تدافع عنه في لبنان من قتل وسجن وخطف بشكل جماعي تقشعر منه الأبدان أم أنك نسيت فحق علينا تذكيرك إن نفعت الذكرى ولا أظنها تنفع مع المتنفعين يا غبطة البطريرك أمثالك الذين بنوا مجدهم على الرياء والنفاق وإلا لذكرت في موعظتك ما يحيق بلبنان ليس فقط من قِبل العدو الصهيوني وأنا اشد على يدك بما ذكرت ولكن ايضاً بما يحيق بلبنان من مؤامرات عديدة سواءاً من فرنسا وأميركا وإيران أم أنك لا تستطيع ذكر هؤلاء؟ فلما تغاضيت عن إيران وأميركا وفرنسا لو كنت حقاً تهتم بمصلحة لبنان ومسيحيي الشرق ومنهم اللبنانيون بكل تاكيد؟
إن تجاهل الطوائف الأخرى التي تُقتل في سوريا وتُذبح وذكر المسيحيين فقط يدعونا للتساؤل عن هذه الطائفية البغيضة التي تحملها غبطتك في جوانبك، ولا تُدلل بالتأكيد على الوطنية التي يجب أن يحملها رمز كنا نعهده من رموز الوطن في التاريخ، الوطن الذي يحوي العديد من الطوائف غير المسيحية، أين وطنيتك ايها البطريرك؟ اين توظفها؟ رحم الله ايام الوطنيون الشرفاء من البطارقة والكاردينالات الذين كانوا شعلة للحق، من الذين اضاؤا سماء الحرية بمجد أقوالهم وافعالهم الوطنية وكانوا مِثالاً يَحتذي به كل مواطن شريف بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه.

No comments:

Post a Comment