Sunday, February 26, 2012

رسالة


كل شيئ أصبح جاهزاً مترقباً لقدومه
وكل ما أعددته من أجل يوم وصوله
سيعود ..  هذا ما قرأته بخطابه
اليوم .. ودليلي في سطور كتابه
سيأتي حاملاً كل الهدايا والورود
وبسمة ثغره تُنسيني أيام الجحود
حالاً يعود
ما بالي أقف في مكاني حائرة؟
القلق يعصر أنفاسي مفكرة
للمرآة ناظرة .. أما زلت جميلة يا تُرى؟
أخفيتُ آثارَ السنين
ورسمتُ وجهي مرتين
ونظرتُ للمرآة كي أرى ما بعينهِ قد يرى
إن كان وجهي نفسه أو كان فيه تغير
دقات قلبي أصبحت مثل السيول الهادرة
فسنين عذابي أضحت ماضٍ عابر
أتُراه يعود حالماً
ولصدري يخضع نادماً
آهـ ...
من شدة أشواقي إليه نثرتُ العطور على الثرى
هنّأتُ كل من أرى
نزعتُ الشوك من الدروبِ ليعبُر
من فرحتي
غيرتُ لون غرفتي
طرّزتُ كل ملابسي

بدّلت جميع ستائري ... 
وقبعتُ بركني أنتظرُ وثواني قدومه تحتضرُ...
خطوات تقصد شارعنا والصوت يدنو لمنزلنا
الطرقات تدوي ..
ركضتُ
أُشعلُ الشموع
وأنثرُ الورود
أُسبلُ الدموع
وأقرصُ الخدود
ووراءَ بابي صامتةً دقاتُ قلبي صارخةً

أخشى إن جاء يسمعها ولفرح قدومه ينسبها...
فلينسب ما شاء ويأتي ويجفّف حزني وأوردتي...
الضجة تعلو وتنخفض
عبر الأبواب تخترق
من ركني الصّدر ينقبض
وإلى الحيطان أسترق
الجار عاد من الغربة والجارة تبكي .. وتنتحب
الضحكة تملئ شدقيها .. ودموع الفرحة تنسكب
أسرعت إلى غرفة نومي والقلبُ بناره يحترق
أمسكت الظرف أُقلّبه وعيوني بخوف ترقبه

مرسله الجار إلى الجارة وإليّ الساعي يسلمه

No comments:

Post a Comment