Saturday, February 25, 2012

إنتصرت الثورة


حسنأ .. ماذا نفعل؟
نجحت الثورة إنتصرنا، أسقطنا النظام السياسي ... أخذنا بثأرنا ممن أهان شبابنا وشاباتنا .. ماذا نفعل بعد ذلك؟
جميع الثورات العربية نادت بإسقاط أنظمتها السياسية الحاكمة ليس لإن أنظمتها دكتاتورية، فالعرب متعودون على نظام الحكم الدكتاتوري أو حكم الفرد الواحد منذ أمد بعيد، المشكلة بظني ليست الدكتاتورية أو عدمها ولكنه الفساد الذي إستشرى في هذه الأنظمة ونخر فيها حتى ما عاد يجدي معها أي علاج، برأيي أن الفساد هو المشكلة الأساسية وهو بالفعل ما تعانيه مجتمعاتنا أضف إلى ذلك أن القليل من الأشخاص هم المستفيدون وهؤلاء هم بالطبع خاصة النظام وأصفياؤه، أضف إلى ذلك القهر والقمع الذي يناله المواطن العادي من جراء هذا الفساد المستشري سواءاً من قبل أجهزة الأمن أو من جراء عدم عدالة توزيع الثروات وبالتالي عدم الحصول على وظائف ذات مردود مادي جيد تغطي نفقات الحياة المهددة بالتصاعد دوماً دونما أي تغيير تناسبي مع مدخول هذا المواطن.
إذن ما العمل؟ هل تغيير النظام سيكفي لتغيير طبيعة الحياة السائدة في مجتمع ما؟ أم يلزمنا أدوات تحفز وتساعد على تغيير الكثير من الأمور التي كانت سائدة ونرفض بقاؤها، إننا نطالب بالحرية .. هذا شيئ جيد .. مكافحة الفساد.. شيئ جيد .. تعديل الدستور بما يناسب .. إنتخابات حرة ونزيهة .. محاكمة المفسدون في الأرض نعم هذا حق لا يجب التنازل عنه.. إستقلال القضاء.. إعادة الأموال المنهوبة .. أخراج المعتقلين السياسيين من المعتقلات والسجون .. إعادة الحقوق لأصحابها .. السماح بالتعددات الحزبية .. ضمان عدم إقصاء الأطراف السياسية .. كل هذه الأمور وغيرها مطلوبة لإنجاح اية مكتسبات للثورات العربية القائمة ولكن يبقى العمل الدؤوب الأهم وهو النهوض بالمستوى المعيشي بما يضمن العيش الكريم لأفراد المجتمع .. النهوض بالمستوى التعليمي المبكي والرديئ .. إقامة المعاهد العلمية ومراكز البحوث للنهوض بالعلوم .. إقامة المراكز الثقافية للنهوض بالفكر العربي المتردي ... لدينا ورشة عمل للنهوض بالبلد .. فليس القضية هي إسقاط أنظمة لا على الإطلاق ولكن بناء أجيال جديدة وفي ظني أن الخييرين في بلادنا كثيرين كما أن الخبراء كثيرون. 
هل سننجح؟ سؤال نطرحه على أنفسنا وسيجيب عليه أولادنا من بعدنا، لنكن يداً واحدة تضرب ... لا لضرب المواطن ولكن لضرب الجهل والتخلف فإلى الأمام ...

No comments:

Post a Comment