Sunday, February 26, 2012

النبوءة القرآنية في زوال بني إسرائيل

 بسم الله الرحمن الرحيم
  1. سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
  2. وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
  3. ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا
  4. وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
  5. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً
  6. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا
  7. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
  8. عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا

    تأسرني هذه السورة الكريمة بآياتها ومعانيها، لا يمر يوماً دون أن أستمتع بتلاوتها ومحاولة إستنباط ما خفيَ من معاني كلماتها، هي تبدأ بالإسراء من المسجد الحرام في مكة المكرمة ليلاً إلى المسجد الأقصى القابع على أرض فلسطين وهي قطعة عزيزة من بلاد الشام التي بارك الله بها للعالمين وجعلها أرض الرسالات والأنبياء والصالحين الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل.
    إنها أرض الرباط والثغور للدفاع عن أُمة التوحيد والجهاد حتى تقوم الساعة.

    ثم ينتقل الله عز وجل بنا إلى نبوءة أعلنها عن بني إسرائيل وأنهم سيفسدون في الأرض مرتين وهذا ديدنهم والفساد فيهم متواصل في الشرك وعبادة غير الله وقتلهم اﻷنبياء والصالحين فيهم وأنه في المرة الأولى سيرسل عليهم عباد له أولي بأس شديد وقوة، يدمروا قراهم ويسبوا نسائهم ويقتلوا رجالهم ويشدوا أرجلهم في الأغلال متوجهين بهم إلى أرض بابل كما أشارت العديد من المصادر وما عرف بسبي بابل بعد ذلك.
    ويقال أن ملك من ملوك الأكاسرة تزوج من إحداهن ورأف لحالهم فأعادهم إلى قراهم ومساكنهم التي أُخرجوا منها في السبي المشهور، ثم يعلمهم الله عز وجل بأنه سيكون لهم الغلبة على من سباهم وأنه سيمدهم بالأموال والبنين وأنهم سيكونون أكثر نفيرا، لقد راجعت التاريخ مرات عديدة ولم أجد في التاريخ المدون موقعة بين أرض بابل (العراق حالياً) وبين بني إسرائيل سوى الغزو الأميركي للعراق مؤخراً والتي تم بها غزو العراق بحجج واهية الجميع يعرفها ولكن الحقيقة هي أن هذه الحرب والغزو هو إنتقام للسبي الذي قام به حكام بابل منذ 2600 عام وهذا هو العلو الذي أراده الله بهذه النبوءة، فمن أكثر من إسرائيل نفيرا حالياً (الإعلام الغربي) وحتى العربي في أحيان كثيرة ولوبياتهم المنتشرة في أميركا وأوروبة ومن أكثر منهم مالاً؟ وهم مسيطرون على التحويلات النقدية في العالم عن طريق بنوكهم ومؤسساتهم، لكن دوام الحال من المُحال فيهود ديدنهم الكفر والفساد في الأرض والإشراك بالله، ووعد الآخرة من الله بأن المؤمنون سيدخلون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة منتصرون فيها على بني إسرائيل كما تقول الآية النبوءة.
    في الحقيقة قرأت الكثير مما قيل قديماً في تفاسير القرآن المختلفة لكنني لم أقتنع بما جاء من تفسيرات بها بخصوص هذه النبوءة وخاصة أن في زمن الوحي القرآني لم يكن هناك دولة لبني إسرائيل وحتى قبل الوحي بمئات السنين وإن كانت لهم دويلة ولكنها كانت دائماً مستعمرة سواءاً من قبل الأشوريون أو المصريون أو بعد ذلك من اليونان وحتى الرومان وفي عهدهم تم القضاء على دويلة ومملكة بني إسرائيل، لم يسبق لإسرائيل إقامة دولة لها كيان قائم معترف بها ذات شوكة وقوة إلا في العهد الحالي و مملكة نبي الله سليمان عليه سﻻم الله التي أخبرنا الله بها وهذا ما رجح عندي أن الآيات النبوءة تتكلم في شقها اﻷول عن سبي بابل وفي شقها الثاني تدور أيامه في زماننا الحالي والوعد وهو الشق الثالث وهو ما نتمنى أن تدور رُحاه أيضاً في زمننا هذا إن شاء الله من دخول المؤمنين للمسجد اﻷقصى والقضاء على دولة بني صهيون.

No comments:

Post a Comment